عمر نشابة
إذلال الفلسطينيين مستمرّ... في لبنان أيضاً! فلا تتناسب أوضاع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع مقتضيات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينصّ الدستور اللبناني على وجوب احترامه والتزامه، فيحرم الناس في المخيمات الكرامة الإنسانية، ويعاني الكثير منهم الفقر الشديد والإذلال والقهر من دون أن تحرّك الدولة اللبنانية أو جامعة الدول العربية أوالمجتمع الدولي ساكناً. ويحرم اللاجئ الفلسطيني العمل والتملك وحرية الحركة والسفر، كما تفرض عليه قيود من الأجهزة الأمنية والاستخبارات. ويعاني الفلسطيني في لبنان التمييز العنصري من شريحة واسعة من اللبنانيين ومن الدولة والقانون. ويبرر البعض عدم معالجة هذه المشكلة بالقول: «لنعطي الحقوق للبنانيين أولاً... » وكأن الإنسانية والعدل والحقوق تخضع لتمييز أساسه الجنسية...
إن البحث عن سبل لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لا يعني بأي شكل من الأشكال تشجيعاً على التوطين أو تسهيلاً له في لبنان. بل على العكس، فحتى يسهم الفلسطيني في النضال الفكري والسياسي والإعلامي والثقافي من أجل العودة إلى فلسطين، ينبغي تأمين الحدّ الأدنى من متطلبات الكرامة الإنسانية.
كم يشبه السكوت عن العنصرية بحقّ الفلسطينيين في «إسرائيل» السكوت عن العنصرية بحقهم في لبنان؟