نقل رئيس المجلس الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن رئيس مجلس النواب نبيه بري إصراره على «الحلّ الأسلم»، وإلا فإنه «ليس مسؤولاً عما سيحصل في البلد»، لأنه حذّر مراراً من «مغبة الوقوع في المطبات الخطيرة».وكان بري قد استقبل في عين التينة، أمس، الخازن الذي اعتبر ان المبادرة التي طرحها رئيس المجلس تمثّل «خشبة خلاص من كل ما يعانيه لبنان»، مطالباً بـ«اعتماد ثوابت الكنيسة المارونية التي وافق عليها الجميع.
والتقى بري النائب ميشال المر الذي أكد ضرورة إيجاد حلول للأزمة التي يعانيها اللبنانيون الذين «وصلوا الى حد الكفر»، لافتاً الى أن بري «كان له دور كبير في الطروحات التي يمكن أن تصل الى نتيجة، وكان لولب حركتها، لأنه كان يعطي كل الإمكانات لإيجاد الحلول، ووصل الى التنبيه من المخاطر التي يمكن أن يصل إليها البلد إذا استمر الوضع الراهن على ما هو عليه». ولفت الى أن المخرج لحل الأزمة «لم يتضح بعد»، موضحاً أن «هناك دولاً تعمل لإيجاده، وهناك اتصالات ومشاورات وطروحات، ولم يتبلور شيء معين. ومن الأفكار المتداولة ما طرحه الرئيس بري وعمرو موسى».
ومشيراً الى أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها تعديل أو تغيير حكومة في لبنان، تطرّق الى موضوع الثلث المعطل «المكمّل»، حيث «كانت هناك حكومات تضم وزراء للمعارضة أكثر من الثلث بخمسة وزراء. وبالتالي، ليس من المفروض أن تبقى هذه العقدة التي تخرب البلد»، مضيفاً: «عندما طالبت المعارضة بهذا الأمر، لم تكن تريد تعطيل جلسات مجلس الوزراء أو تطيير الحكومة، والمفروض أن نصل الى مخرج يرضي الجميع انطلاقاً من هذه الفكرة».
وعن إمكان العودة الى طاولة الحوار، لفت المر الى أن شرط البحث في هذا الموضوع هو «وجود موضوع مطروح وناضج»، مؤكداً أن بري هو «الدينامو في موضوع الحلول، فأعطه حلاً وقل له ادعُ ليس الى طاولة حوار بل الى خمس طاولات»، وإلا «فلننتظر المشاورات الإقليمية والدولية، قد تعطي نتيجة، لأن المشاورات اللبنانية لا تعطي نتيجة».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الأمور تنتظر التطوّرات، إقليمياً ودولياً، أوضح المر أن «السعودية تقوم الآن بمساع مشكورة لمصلحة لبنان، والسفير الإيراني لديه طروحات معينة، وهناك أفكار تأتي على الصعيد الإقليمي ومن الدول الكبرى، والسفير الأميركي يجول بانفتاح على الجميع. وبالتالي، فإن التشاور مع هؤلاء الأفرقاء يمكن أن يوصلنا الى نتيجة».
ونفى أن يكون قد طرح موضوع انتخابات المتن مع بري، لأن «مرسوم دعوة الناخبين لم يوقّع، ولا نستطيع أن نبحث في المجهول»، مشيراً الى وجود «نية» للتصعيد في تحرك المعارضة، من دون «الوصول الى التصعيد العسكري المسلّح، من دون رصاص ولا قتال في الشارع ولا دم»، مضيفاً: «هناك تصعيد سياسي وديموقراطي، تكلم عنه الجنرال (ميشال) عون. فإذا لم يتم التوصل الى مخرج أو حل خلال بضعة أيام، فيُنتظر أن يحصل تصعيد».
وعن عقد جلسة نيابية برئاسة نائب رئيس المجلس، رأى المر أن هذا الأمر «خبرية من الأوهام»، موضحاً أن نائب الرئيس «لا يستطيع أن يمارس هذا الدور إلا إذا كان الرئيس غائباً أو في حال صحية يتعذر فيها عليه أن يقوم بواجباته»، وبري «صحته جيدة، ولا يريد أن يسافر»، أما مكاري «ففي رأسه عقل، وعليه أن يكون هادئاً، وهو كأرثوذكسي عليه أن يفكر قليلاً وألّا يجازف بهذه اللعبة، وألّا يستعملوه أداة للمجازفة، لأن اللعبة خطرة جداً، وقد نبّه الرئيس بري من الوصول الى الخطوط الحمر، ونبه من إشكالات كبيرة في البلد».
وكان بري قد استقبل وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ والسفير حسن برو وعرض معهما التطورات.
(وطنية)