بسام القنطار
وصف ورسوم ملوّنة لـ 722 نوعاً في 17 دولة وجهود حثيثة لتوحيد الأسماء

قلة من اللبنانيين يراقبون الطيور، ولكن الكثير منهم يصطادونها بأبشع الوسائل. عشاق مراقبة الطيور كانوا أول من أمس على موعد مع إطلاق دليل يحوي وصفاً ورسوماً ملونة لـ722 نوعاً من طيور الشرق الأوسط. الخبر لا يعني تجار أسلحة الصيد وذخيرتها ولا الصيادين الذين يقتلون الطيور بمعزل عن نوعها أو شكلها بأساليب فتّاكة لا تقارن بقدرة الطيور على أساليب حماية نفسها وحياتها، وذلك على رغم سريان قرار منع الصيد.
الحدث من تنظيم جمعية حماية الطبيعة في لبنان، والدليل هو النسخة العربية لكتاب «الدليل الحقلي للطيور». الحفل الذي أقيم في قاعة الوست هول في الجامعة الأميركية بحضور الكاتب رتشارد بورتر والسيدة دياينا آبيلا التي ساهمت مع زوجها ألبرتينو آبيلا في إنتاج الكتاب. وتضمن الكتاب كلمات لرئيس الجمعية رمزي السعيدي ومديرها أسعد سرحال ولرئيس الجامعة جون واتربوري. وعرضت كل من سومر دقدوق وتالا الخطيب مشاريع الصيد المستدامة التي تنفذها الجمعية. وتضمن الحفل كلمات لكل من محمد شبراق من السعودية وإبراهيم خادر من جمعية «بيرد لايف» العالمية، ولمترجم الكتاب سعيد محمد من البحرين، إضافة الى مستشارة السفارة الهولندية نيليكي كرويجس التي موّلت حكومتها طبع الترجمة العربية للكتابمؤلف بورتر تحدث عن كتابه الذي يقع في 498 صفحة من القطع الوسط ويحوي وصفاً ورسوماً ملونة لـ722 نوعاً من طيور الشرق الأوسط، مع طولها وصوتها وعاداتها وتكاثرها وأماكن وجودها وترحالها. ويحوي كشّافاً بالأسماء العلمية والانكليزية وقائمة كاملة بالمراجع. ولقد شارك في تأليفه إلى بورتر، «ستين كريستنسن» و«بشيرميكر هانسن».
وتمتاز النسخة العربية من الدليل بأنها تطور مهم ومعدل للنسخة الإنكليزية، حيث زيدت كل الأنواع التي حذفت من النسخة الإنكليزية لوجودها في الأدلة الأوروبية. ولقد أضاف مترجم الكتاب، سعيد محمد، نكهة خاصة على النسخة العربية، فقام برحلات في أرجاء العالم العربي وأفريقيا الشمالية وعمل على توحيد أسماء الطيور بشكل موثق، واعتمد على تقارير علمية حديثة ومخطوطات قديمة لعلماء عرب مثل الجاحظ الذي درس الحيوانات والطيور.
ويشمل الدليل الطيور التي تعيش في البلدان التالية: البحرين، قبرص، ايران، العراق، فلسطين، إسرائيل، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، سوريا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة واليمن بما فيها جزيرة سقطري.
وبحسب المؤلف «يغطي الدليل كل الأنواع المسجلة في المنطقة حتى بداية عام 1996. ولقد كان موضوع إدراج الطيور التي تشاهد بشكل منتظم والمعتمدة في التقارير المنشورة سهلاً ومباشراً، أما في حال الطيور الشاردة التي سُجّلت منذ زمن بعيد فكان الأمر أكثر صعوبة، ولذا فقط اعتمد الدليل غالباً على الاتصالات الشخصية، ونتيجة لذلك لم يفحص السجل بدقة من خلال عملية تقويم من جانب جهة مسؤولة بالبلد كلجنة سجلات الطيور.
أما بالنسبة إلى بعض أنواع الطيور مثل طائر النوء الأبيض البطن، طائر نوء ماديران، الشنقب الآسيوي، حميراء جولدنستادت والعصفور الوردي الكبير، فإن وجودهم في المنطقة أصبح الآن مشكوكاً فيه. ولكن المؤلف أبقاهم في الدليل شعوراً بأهمية الخطوة لكون إدراجهم في قائمة المنطقة هو من الأمور المؤكدة.
ويشمل الدليل الطيور الدخيلة التي يُصطاد الكثير منها في مناطق العالم المختلفة وتصدّر عادة الى البلدان الأخرى لتربّى في الأسر وهي بالتالي معرضة للإفلات والهرب، أو يُطلق سراحها عمداً في بعض الأحيان. أما التي هربت في العقود الماضية وشكلت جماعات برية فقد استوطنت في المنطقة كما هي الحال بالنسبة إلى الببغاوات وطيور المينة. ولقد حرص المؤلف على تضمين كل الأنواع المعروفة حتى وقت إعداد الرسوم، ولكن لا بد من ان هناك أنواعاً جديدة لم يتمكن من إدراجها، على الرغم من علمه بها، في وقت لاحق، مثل اللقلق الرمادي التاج والطاووس الهندس واليمام البربري وغيرها.
واجه الدليل مشكلة في تعريب بعض الأسماء وتوحيدها في هذا الموضوع، وعليه اختيرت الأسماء المألوفة في المنطقة.
ويتميز الدليل برسوم لكل من «بيرش جيل» و«لانجمان سمول» شملت جميع الأنواع في لوحات ملونة وعند الضرورة بيّنت اختلافات الريش المرتبطة بالجنس والعمر. ووضّحت أشكال السلالات المختلفة، وضمّت كل لوحة مجموعات من أنواع الطيور المتشابهة.