أعــرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي ــ مون عن رغبته في العمل بـ «التعاون الوثيق» مع رئيس الجمهورية إميل لحود «لتكون الأمم المتحدة على مستوى الآمال المعلقة عليها من الدول الأعضاء».جاء ذلك في رسالة وجهها كي ــ مون إلى الرئيس لحود بمناسبة تسلمه مهامه الجديدة، عرض فيها المشكلات التي تواجه العالم وقال: «إنني أتولى مهامي اليوم، في وقت يعرف فيه العالم أزمات دولية كبيرة، من دارفور إلى الشرق ــ الأوسط، وهو يتطلع إلى مواجهة تحديات صعبة، سواء على مستوى الدفاع عن حقوق الإنسان، أو في ما يختص بضرورة التقدم في مجال تحقيق أهداف النمو التي أُقِرّت للألفية الجديدة. وإن الأمم المتحدة تواجه حتماً تزايداً لا مثيل له في نشاطات الحفاظ على السلام وفي الحاجات المرتبطة بالدبلوماسية الوقائية، كما بالنسبة الى جهود تدعيم السلام والتزام معالجة الازمات على مختلف مراحلها.
وأكد انه سيتولى «دراسة الطرق التي تتيح للمنظمة الدولية، بأنظمتها الحالية، مواجهة كل هذه التحديات بصورة عملية، وسألتزم تحديد إذا ما كان أي تغيير في هذه الانظمة يفرض نفسه لهذه الغاية»، لافتاً إلى أن «الأزمنة الجديدة تتطلب ادارة جديدة، على مختلف مستويات عمل المنظمة. ومن دون الدول، ليس هناك من سبب لوجود الأمانة العامة ولا المنظمة الدولية. كما أن من حق الدول الأعضاء أن تكون الامانة العامة ديناميكية وشجاعة، لا ان تكون سلبية وهشة. لقد آن الاوان لعهد جديد في العلاقات بين الامانة العامة والدول الاعضاء، لا يُقابَل فيه دور المنظمة بحذر أو توجس».
وأشار كي ــ مون الى ان اولوياته الاساسية «هي السهر على ان تكون للأمانة العامة وللقيمين عليها القدرة على الاضطلاع بفاعلية بالمهمة الدولية للامم المتحدة. وانني سأجهد من اجل تدعيم المبادئ الاخلاقية الحازمة، واسس الاحترافية والشفافية في التعاطي، وهي ضرورية لمساعدتنا في خدمة الدول الاعضاء بافضل الطرق، ولاعادة الثقة بالمنظمة الدولية ايضا. كما انني سأسهر كي يساهم كبار المسؤولين، بالاتفاق معي، على تحديد الاهداف والغايات الاساسية في المجالات التقنية، كما على مستوى ادارة عمل المنظمة».
ورأى أنه «من خلال تدعيم ركائز المنظمة الثلاث ــ الامن والنمو وحقوق الانسان ــ المرتكزة كلها على القانون، يمكننا ان نبني عالماً أكثر سلاماً، وأكثر رفاهية، وأكثر عدالة للأجيال الآتية، «معرباً عن تصميمه» على السير بهدي هذه المقاييس، التي تدعم جهودنا في هذا الاتجاه. ولهذه الغاية سأعمل وفق تطلعات التناغم والتقارب». وختم: «وإنني لسعيد أن أعمل وإياكم بشراكة تامة، كي تظهر المنظمة الدولية جديرة بالاسم الذي تحمله، فتكون فعلاً متحدة. وبذلك نلبي تطلعات الكثيرين في العالم، وأمانيهم المعلقة على هذه المؤسسة الفريدة في تاريخ البشرية».
(وطنية)