خيّر رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع اللبنانيين في حال ذهابهم الى الإضراب اليوم «بين قيام المحكمة ذات الطابع الدولي للتحقق في الجرائم منذ سنتين أو عدمها، بين تطبيق القرار 1701 أو عدمه، بين العودة الى اتفاقية الهدنة في إطار الاستراتيجية العربية السائدة أو تحويل لبنان، والجنوب خصوصاً، ساحة تصفية حساب بين فصيل فلسطيني أو مجموعات أصولية، بين سوريا وإيران من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى، بين تطبيق اتفاق الطائف أو عدمه، بين حصر السلاح كله بيد الدولة حتى تصبح هي الجهة المسؤولة عن لبنان وحدوده، أو ترك مجموعات مسلحة على هامش الدولة سواء الفلسطينية أو الأصولية أو اللبنانية لحساب الصراعات الكبرى بين سوريا وإيران وأعدائهما، بين اقتصاد حر متطور واقتصاد الإعاشات الذي كان سائداً في الستينيات في دول العالم الثالث يُضحّى به في كل لحظة على مذبح الصراعات الإقليمية والدولية، وإصلاح حقيقي وفعلي واستعمال ورقة الإصلاح في سوق المهاترات السياسية والإعلامية، بين الديماغوجية والشعوبية وبين المنطق والعقل والواقع، بين وئام وهاب وناصر قنديل وعمر كرامي وسليمان فرنجية وعاصم قانصوه وعبد الرحيم مراد وأسعد حردان، وبين أمين الجميل وأحمد فتفت وكارلوس إده وفؤاد السنيورة ومروان حمادة ودوري شمعون ومحمد الصفدي، بين العالم كله من مصر والسعودية وفرنسا وأميركا وبين سوريا وإيران، وبين دولة رستم غزالة وإميل لحود».وقال جعجع، في مؤتمر صحافي عقده في بزمار: «نحن نفكر في بناء البلد وهم لا يقفون عند حد معين، وبكل وقاحة يتكلم من ارتكب السبعة، وذمتها عن الإصلاح من دون أن يرف له جفن»، معتبراً «أن الإضراب فشل لأن كل الهيئات الاقتصادية والتربوية والمدنية رفضته». واتهم «بعض قيادات المعارضة باللجوء الى تهديد المواطنين»، قائلاً: «هم بصدد عملية انقلاب «مودرن» ويعرفون أن الناس لن يتجاوبوا مع إضرابهم».
ورأى «أننا في أجواء حرب والشعب اللبناني تجاوب مع إسرائيل مرات عدة، وأغلق ليس تأييداً لإسرائيل بل خوفاً منها، واليوم هو خائف من الدواليب المحروقة والمسامير»، مضيفاً «إن بعض المدارس والمصانع تلقّى تهديدات».
ووجّه نداءات ثلاثة، واحداً الى الشعب اللبناني بـ «أن يكونوا غداً في أعمالهم ولا تقبلوا التهديد ولا أحد يهددنا ولو بشكل كوميدي وهزلي علينا مواجهة الشر بالتصميم ولا ترجعوا الى بيوتكم إذا وجدتم الطريق مقفلة لأن قوى الأمن ستأتي وتفتحها»، وآخر الى القواتيين بـ«الذهاب الى العمل والمحافظة على رباطة الجأش وأعصابهم»، وثالثاً الى الجيش وقوى الأمن الداخلي بـ«الحفاظ على الطرقات مفتوحة وعدم ترك البلاد للديكتاتورية والإرهاب».
وحمّل قادة 8 آذار «مسؤولية أي إشكال أمني لأنهم هم الذين افتعلوا هذه الإشكالات إلا إذا استدركوا خطأهم ورجعوا عن إقفال الطرق»، مشيراً الى «أن المستقبل أمامنا ولن نرجع الى الوراء وأخصامنا فقدوا أعصابهم وإلا لما لجأوا الى هذه الطرق وهم يعرفون أن الناس لن يتجاوبوا معهم، لذلك لجأوا الى التهديد ولن يستطيعوا تعطيل المطار لأن عماله من فريق 14 اذار». وقال: «البعض يريد استباق المبادرات العربية بالتصعيد»، داعياً «المعارضة الى إعلان الإضراب المفتوح الجدي وليس إضراب اليوم الواحد، والمعارضة لن تصل الى أي مكان وأفقها السياسي مسدود، وتصرفاتهم هي تصرفات فاقدي الأمل، وهم لن يفعلوا شيئاً الا إزعاج اللبنانيين وكل ما يفعلونه لن يؤدي الى أي نتيجة».
ورداً على سؤال قال: «أنا مرتاح في موقعي أكثر منه (رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون)»، متسائلاً: «منذ متى وشعار المسيحيين الموت لأميركا، ومتى أصبح لدينا رئيس حكومة يطالب بحصر السلاح في يد الدولة. أضاف: «من يريد الفتنة بين المسيحيين هو الذي يريد إجبارهم على الإغلاق واذا انتصرت المعارضة، فهو انتصار لحزب الله وسوريا».
(وطنية)