ثائر غندور
وأخيراً، انتقلت كلية الإعلام والتوثيق ــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية إلى مبنى جديد. ربما لا يلبّي المبنى طموحات طلّابها، لكنه بالتأكيد أفضل من المبنى القديم. لا «عجقة» أمام المصعد، ولا تدافع على السلالم التي أضحت واسعة. وقد التصقت الكلية بقصر الثقافة الوحيد الباقي في بيروت، قصر الأونيسكو. وبالقرب منها، لا تزال ورشة وزارة التربية قائمة.
التعليق الأولي على المبنى، كما جاء على لسان أحد الأساتذة، «يذكّرني المبنى بمدرسة رأس النبع». يوافق طلاب السنة الأولى أستاذهم على هذا التوصيف، وهم الذين حلموا طوال سنوات بالدخول إلى «جامعة». فالكافيتريا غائبة، وهي أصلاً لم تكن موجودة في المبنى القديم. وقد اعتاد الطلاب اللجوء إلى المقاهي القريبة في بئر حسن، لكنّ مقاهي كهذه غير متوفرة في منطقة الأونيسكو.
في المقابل، يجد طلاب السنتين الثانية والثالثة فارقاً واضحاً بين المبنيين. فالقاعات أوسع، وامتداد الكلية أفقي بدلاً من أن يكون عمودياً، «لكن هناك ارتباطاً عاطفياً مع المبنى القديم» يقول رضوان، مضيفاً: «أمضينا ثلاث سنوات هناك، نحتاج إلى بعض الوقت لأن نتعوّد عليها». لكنّ السؤال الذي ما زال يطرحه الطلاب: «لماذا لم نتجه إلى المجمّع الجامعي في الحدث؟». سؤال أساسي يطرحه عدد من الطلّاب، «لأننا نريد أن نكون في قلب الحركة الطلّابية». كما اعترض آخرون لأنّ المبنى الجديد يفتقر إلى ميّزة قديمة، وهي توافر المواصلات عند تقاطع «الكولا». يُضاف إلى ذلك أن المبنى الجديد لا يُقدم إمكان صياغة حياة جامعية.
على صعيد آخر، يعاني الأساتذة من عدم وجود مواقف لسياراتهم. لكنّ إدارة الكلية تسعى لحلّ هذه المشكلة عبر اللجوء إلى موقف قصر الأونيسكو، كما سيتم استحداث موقف تابع للكلية. ويشير مدير الكلية الدكتور عماد بشير إلى أن الكلية ستنهي الأعمال في الطبقتين السادسة والسابعة قبل نهاية العام الدراسي، لاستخدامات إدارية، وبذلك ينحصر استخدام الطبقات الخمس الأولى بالتعليم. كما وعد بشير باستحداث استوديو جديد في الطبقة الأولى تحت الأرض.