إبراهيم عوض
اتخذت المواقف الصادرة عن قيادات في فريق 14 آذار منحى جديداً، إذ خصت القوى الأمنية بانتقادات تناولت تعاطيها مع حركة الإضراب أمس، متهمة إياها بالتقصير والتواطؤ مع قوى المعارضة، فيما ذهب رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إلى حد المطالبة بفتح تحقيق في هذه المسألة غامزاً بصورة خاصة من قناة الجيش وقيادته، وجاراه في ذلك كل من النائب أكرم شهيب والنائب السابق فارس سعيد. وأبدى الأخير «عتباً ولوماً» على القوى الأمنية «التي ما زلنا نعتبرهم لنا»، وتساءل بعد تعرض موكبه لإشكال أثناء محاولته عبور أوتوستراد جبيل بعد إعادة فتحه، عن سبب عدم إقدام القوى الأمنية على فتح الطريق فجراً متهماً الجيش بإصابة سيارته عمداً. وأثارت المواقف المذكورة ردود فعل مختلفة سواء على صعيد القيادات الأمنية المعنية أو من أقطاب في المعارضة. وقد أبلغ مصدر عسكري مأذون في قيادة الجيش «الأخبار» أن القيادة ليست في وارد الرد على ما صدر من مواقف في الوقت الحاضر، وربما فعلت ذلك في وقت لاحق إذا لزم الأمر، ومن خلال بيان متكامل.
وأكد المصدر العسكري المأذون أن ما يقوم به الجيش إنما تمليه مصلحة البلد، وهذا ما يضعه نصب أعينه بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أنه لا يتوخى من أدائه إرضاء هذا الفريق أو إغضاب ذاك، بل الحرص على حفظ أمن وسلامة أبناء الوطن من دون استثناء والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، آملاً ألا تذهب تضحيات الجيش هباء.
من جهته رفض المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي التعليق على الموضوع، مكتفياً بالقول إن ما يجري على الساحة ويخطط له أكبر بكثير من التلهي بالقيل والقال.
الرئيس عمر كرامي، لدى سؤاله عن رأيه في ما قاله جعجع لفت إلى أن تصريحات رئيس «القوات» في اليومين الأخيرين «أشعرتنا برغبته الطلب من الحكومة أن تعطي أوامرها لإطلاق النار على المتظاهرين، إلا أن الجيش لم ولن يلبي أمنياته بالتأكيد». وفيما وصف كرامي جعجع بـ«الرجل الدموي الذي لم يغير عادته» أكد «أن الجيش تصرف بشكل حكيم ووطني ووفر على البلد الكثير من المخاطر». إلا أنه أخذ على قوى الأمن الداخلي «ممارساتها العنيفة ضد الشباب في طرابلس» مشيراً إلى أنه تلا تقارير بهذا الخصوص.
بدوره تناول رئيس «كتلة الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون كلام جعجع وتلويحه بالنزول إلى الشارع لفتح الطرقات إذا لم تفعل القوى الأمنية ذلك فقال: «إن جعجع يهدد منذ زمن بالنزول إلى الشارع وقبل إعلان المعارضة عن ذلك، وهنا نسأله من المعتدي؟ ومن هم الضحايا؟ ومن الذين رماهم في ظهرهم؟». وأضاف: «نعرف من نزل على الأرض ولكن عندما نعرف من هي الجهة السياسية التي يمثلها المعتدون نرى أنهم موجودون منذ الصباح في الشارع». وأكد عون «أن الجيش حمى المتظاهرين حتى لا يأكل الفاجر مال التاجر»، لافتاً إلى وجود كاميرات عدة صورت المشاهد والمعتدين، كما أن المصابين من جهة واحدة، لذلك لا يستطيع أحد الادعاء بأن هناك إشكالاً وقع، بل هناك اعتداءات بالرصاص ومن جهة واحدة». ودعا «المعترضين على الجيش لأنه يمنع الفتنة أن يتوقفوا عن ذلك لأن الجيش يقوم بعمله» مذكراً بتاريخهم الحافل بالاعتداءات على القوات المسلحة.
وحمل رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية على طلب رئيس «القوات اللبنانية» فتح تحقيق في أداء القوى الأمنية مشيراً إلى أن «من يطلب هذا التحقيق اختصاصي في قتل الجيش والعزّل وإعدامهم على الجدران»، واصفاً جعجع ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بأنهما من «أكبر الاختصاصيين في القتل»، مشيراً إلى «أنهما يريدان الجيش على هواهما إلا أنه تحت قيادة وطنية أصيلة تتصرف بحكمة وقد جنبت البلد كارثة».