strong>رئيس الحكومة تابع عمله كـ «المعتاد» ووقّع على مساعدات لمتضرري العدوان
«نريد أن نكون معاً اليوم، كما كنّّا دائماً، نقف ونراجع ونتصارح ونضع الأمور في نصابها، ونرتفع فوق إرغامات الساعة واضطراباتها إلى الخيارات الوطنية الكبرى»، بهذه العبارة استهلّ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مؤتمره الصحافي المقتضب، الذي عقده مساء أمس في السرايا الحكومية، وخصّصه لتوجيه كلمة الى اللبنانيين، رداً على الإضراب العام الذي نفذته المعارضة من دون أن يجيب عن أية أسئلة للصحافيين.
ورأى السنيورة أن الإضراب «تحوّل إلى ممارسات وتحرشات تجاوزت كل الحدود، وذكّرت بأزمنة الفتنة والحرب والوصاية»، مشيراً الى أن الاحتجاج عن «طريق الشغب وقطع الطرق والتعرض للممتلكات العامة والخاصة والتهديد بمواصلة التصعيد» هو «اعتداء على أمن المواطنين وحريتهم، وأمر غريب عن أصول الديموقراطية وقيمها والحق في التعبير السلمي، وينذر بمخاطر كبيرة ليست خافية على أحد من العقلاء والمخلصين للوطن والملتزمين ميثاق العيش المشترك بين جميع أبنائه»، مضيفاً: «لقد كان هاجسنا الأول، وما يزال، في كل كلمة وموقف ومبادرة، ومعنا أكثرية اللبنانيين، صون بلدنا ودفع الأذية عنه وحماية استقلاله واستقراره»، وإذ أكد شرعية الحكومة ودستوريتها، رأى أن مسؤوليتها، إضافة الى واجبات الجيش والقوى الأمنية، لا تسمح بـ«التساهل أو المساومة في أمر الصالح العام والنظام العام والسلم الأهلي واحترام القانون»، مؤكداً، في المقابل، أن «عقولنا منفتحة، وأيدينا ممدودة للحوار مع شركائنا في الوطن، وصولاً إلى اتفاق على المسائل الخلافية، بما يقودنا إلى تجديد الثقة بين اللبنانيين وبناء الوحدة الوطنية الحق». وأضاف: «لم نتأخر يوماً ولن نتأخر عن الإصغاء للرأي الآخر، مهما علت نبرته، واقتراح المخارج، والبحث عن الصيغ التوفيقية التي تؤدي إلى إنهاء الأزمة الخطيرة التي تعصف بلبنان منذ ما يزيد على الشهرين»، كما «لم نتردد ولن نتردد في التجاوب مع المساعي العربية الطيبة، بل كنا الداعين إليها وأول المرحّبين بها». ورأى أن الحالة الحاضرة «المأزومة والمتفجّرة» تقتضي «معالجة سريعة تستوجب نقل الخلافات والصراعات من الشارع إلى المؤسسات الدستورية الشرعية، وفي مقدمها المجلس النيابي»، داعياً الى ضرورة «إصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية فوراً، ودعوة نواب الأمة إلى الالتئام وممارسة كامل دورهم من أجل إنقاذ لبنان».
وتطرّق إلى «الخيارات المصيرية» التي تواجه اللبنانيين، فدعا إلى أهمية اختيار «العيش المشترك، والسلم الأهلي، ووحدة اللبنانيين واستقرارهم ونهوضهم وحريتهم ونظامهم الديموقراطي، فلا نسلك طرقاً تزيد من تفككنا و تبدّد طاقاتنا وتفاقم احتمالات توسّل العنف والإرهاب، ولندافع معاً عن مصلحة جميع اللبنانيين، في الأمان وحكم القانون والإفادة من فرصة الدعم التي يوفّرها أشقّاء لبنان وأصدقاؤه في الأيام المقبلة».
كما دعا المشاركين في الاعتصامات والتحركات إلى «التبصّر أين يراد الذهاب بكم، بعيداً عن مصلحتكم الفعلية ومصلحة الوطن، وإمعان النظر في ما يجري في المنطقة من حولنا من أحداث جسام تحمل معها مخاطر كبيرة على الاستقرار الداخلي».
وختم السنيورة بتوجيه كلمة الى اللبنانيين، بالقول: «سنبقى معاً ضد الترهيب، سنقف معاً بوجه الفتنة، سنظل معاً كلنا من أجل لبنان، كلنا للوطن»، رافضاً الإجابة عن أسئلة الصحافيين.
وكان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة أكد أن الأخير «تابع عمله كالمعتاد في مكتبه، وبقي في حركة اتصالات مفتوحة مع قيادات الاجهزة الامنية لمتابعة التطورات في المناطق والحؤول دون تدهورها، وعقد اجتماعات تشاورية مع بعض الوزراء، كما وقّع «عدداً كبيراً من المعاملات المنجزة العائدة لمساعدة الاهالي المتضررة منازلهم في الجنوب والضاحية جراء العدوان الاسرائيلي الاخير».
وعلق المكتب الاعلامي على «الشائعات التي روجها الوزيرالسابق سليمان فرنجية» عن «سفر» رئيس مجلس الوزراء الى فرنسا فجراً، لافتاً «عناية الوزير والنائب السابق فرنجية ان رئيس مجلس الوزراء موجود في مكتبه في السرايا الكبيرة يتابع عمله ومسؤولياته في شكل طبيعي». ونوّه المكتب «بشجاعة النائب والوزير فرنجية على اختلاق الشائعات واطلاقها على شاشات التلفزيون. وهو في هذه الحال حقق خطوة متقدمة يستحق ان نتقدم منه بالتهنئة على هذا الاقدام والانجازات الكبيرة التي نجح فيها مع رفاقه الشجعان في قطع الطرق وإرهاب الناس والعباد نتيجة للوعود بالتحرك السلمي المستند الى الاساليب الديمقراطية كما سبق أن أعلنوا والتي انتهت إرهابا وتهديدا وتنكيلا بالمواطنين والوطن».
كما علق المكتب على كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ليل أول من أمس بالقول: «الفتنة مرفوضة، والخوف ممنوع، وسنظل نعمل مع الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني من أجل الحياة والحرية والمستقبل في وجه دعاة التعطيل والتخريب والدمار».
ورداً على كلام نصرالله حول مصير أموال المساعدات المخصصة لقرى الجنوب المتضررة جراء العدوان الاسرائيلي، لفت المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة الى آخر الارقام في هذا الخصوص، حيث تابعت الدوائر المختصة في رئاسة مجلس الوزراء انجاز المعاملات الخاصة بالمساعدات للمواطنين المتضررين جراء العدوان الاسرائيلي وقد تم حتى الان التدقيق في كشوفات 215 قرية وبلدة تعرضت للعدوان والتدمير ( ما يوازي 65 في المئة من مجموع القرى) بما يشمل 53781 مستفيد من اهلنا في الجنوب».
وتلقى السنيورة اتصالا هاتفيا أمس من نظيره الايطالي رومانو برودي «وبحثا في تطور الاوضاع على الارض وما سبقها من مواقف. وابدى برودي تفهمه للاوضاع المحيطة بلبنان ووعد بتقديم كل الدعم والمؤازرة».
(وطنية)