اتهم رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع القوى الأمنية بالتآمر، فيما وصفت قوى 14آذار اضراب المعارضة بأنه محاولة انقلاب على النظام، مشيرة الى أن هذه الحالة لا تتمتع بالزخم الشعبي ولا توصل الى مكان. لكنها رأت ان «لكل أمر حدوداً ولا بد من الحزم».واتهم جعجع القوى الأمنية «من قوى أمن داخلي وجيش بالتلكؤ والتقاعس» في قمع تحرك المعارضة، ملمّحاً، في حديث الى فضائية «الجزيرة»، الى «تآمر بعض القادة الأمنيين وغض النظر عن قطع الطرقات». وطالب الحكومة بتأليف لجنة للتحقيق في الأمر، «بعدما شعر اللبنانيون بأنهم باتوا من دون غطاء أمني على رغم التوجيهات التي أعطتها الحكومة الى الأجهزة الأمنية لمنع قطع الطرقات».
ورأى جعجع في حديث الى «المؤسسة اللبنانية للارسال» أن ما يحدث اليوم (أمس) «لا علاقة له بالديموقراطية، بل هو ثورة في وجه الديموقراطية». وتمنى على قادة المعارضة «عدم التهويل، وترك شعبية المعارضة على حالها في التعبير»، واضعاً التحرك في خانة «الإرهاب الحقيقي في وجه الديموقراطية».
وعن دور السلطة الحاكمة في التأثير على القوى الأمنية وقياداتها، أشار الى وجود «أمر سياسي من الحكومة بعدم إقفال الطرقات»، معتبراً أن تصرّف القوى الأمنية بما تراه مناسباً «دليل على أن قوى السلطة شريك في السلطة، لا مهيمن عليها»، مؤكداً أن «الأمور ممسوكة»، ونافياً وجود «ضمانات لأي فلتان أمني».
ورداً على سؤال يتعلق بفعاليات مؤتمر «باريس ــ 3»، ومدى تأثير حركة الشارع على مجرياته، رأى جعجع أنه «لا تأثير مباشراً على هذا الصعيد»، بل إن «التأثير هو على معنويات المواطن اللبناني وديموقراطيته».
ووصف وزير الإعلام غازي العريضي الاضراب بأنه «شكل من اشكال الارهاب المعنوي والفكري والنفسي» ورأى أن المعارضة لا تميل الى التسوية «لأنهم بدأوا تحركهم قبل أن يعطوا جوابهم على مبادرات عربية حثيثة كانت تقودها المملكة العربية السعودية، ودخلت الجمهورية الاسلامية الايرانية على الخط. كان المعنيون ينتظرون جواباً على هذه المبادرات، فاذا بالجواب يأتي تظاهرات وفلتاناً في الشارع، وبالتالي هم لا يتحدثون عن تسوية».
وقال وزير الاتصالات مروان حماده إن «من يتحمل سقوط جرحى هم الذين أعطوا الأوامر بهذه العملية العشوائية بإقفال الطرق وفرض الإضراب على الشعب اللبناني بهذا الشكل».
وأشار إلى أن «كل الطرق من لبنان الى العالم، وخصوصاً الى باريس، مفتوحة أمامنا وأمام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ومؤتمر باريس ــ 3 سيعقد في موعده وسيجمع ممثلي 40 دولة وكل المؤسسات الدولية، وسيكون انتصاراً كبيراً للبنان». ورأى أن «ما نشهده اليوم هو بداية الهزيمة الالهية لمحاولة الانقلاب على النظام اللبناني».
ولفت الى أن «الحكومة أعطت توجيهاتها من الاساس، ووزير الدفاع يسهر على الوضع، والرئيس السنيورة يداوم في مكتبه والوزارات تعمل، ونحن نتابع الامور لحظة بلحظة في الاماكن التي كان فيها تلكؤ في فتح الطرق حيث قامت عناصر شعبية بإعادة فتحها في بعض المناطق مثل طريق الشام في صوفر وغيرها، وطريق دمشق في منطقة البقاع».
وقال: «لا نريد تصعيداً، وبالتالي لم نتخذ ازاء الاعتصامات في الوسط التجاري ولا ازاء هذه الهمروجة الجديدة، أي تدابير وقائية ولم نحشد ولم نقم بعمليات مضادة. لكن، لكل أمر حدود»، وأضاف: «تبين أن هناك تناقضاً اساسياً بين مشروعين: مشروع الدولة الشمولية التي تريد اعادتنا الى سوريا وعبرها الى ايران، ومشروع الديموقراطية اللبنانية» مؤكداً «اننا سنحسم الامر لمصلحة الديموقراطية اللبنانية مهما طال الزمن. والمواطنون مدعوون الى الصبر والهدوء ولكن الى الحزم ايضاً في مواجهة هذا المشروع».
ورأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب «ان قوى الثامن من آذار وحزب الله بالتحديد، العمود الفقري للتحرك، يملك سلاحاً امضى من الصواريخ الايرانية في مواجهة اسرائيل، يملك كمية من الدواليب التي تم احراقها، الى جانب احراق بعض السيارات التي تخص من رفض ايضاً ديموقراطياً التقيد بمطلب الثامن من آذار وقرر الذهاب الى عمله»، معتبراً أن «الاعتداءات التي حصلت على من يكدون للوصول الى عملهم والحصول على لقمة عيشهم من قطع الطرقات وحرق الدواليب والاطارات، لها الأثر السيئ على المستوى الداخلي، إلى الاقتصادي، السياسي والخارجي، خصوصاً اننا في يوم يسبق اجتماع معظم الدول العربية الحاضنة للبنان ودول المجتمع الدولي لدعم لبنان في مؤتمر باريس ــ3».
وقال: «لو كانوا يملكون ثقة بأنفسهم، لكان الاضراب اليوم استفتاء شعبياً امام كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية حول من يريد أن يبني لبنان ومن يريد أن يدمره»، وأشار الى ان «هذا اليوم مشؤوم كما كان يوم ضربت اسرائيل لبنان ودمرت اقتصاده وهجّرت ابناءه من الجنوب واعتدت على وطننا».
ورأى النائب انطوان اندراوس ان «لبنان يحترق عبر الوعد الصادق والتظاهرات الإلهية، والفتنة دخلت المناطق المسيحية بفعل عبقرية السيد نصر الله الإلهية».
(الأخبار، وطنية)