طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
لم يلقَ القرار الذي اتخذته رئاسة الجامعة اللبنانية بتعليق الدروس، ترحيباً في صفوف طلاب «قوى الأكثرية» الذين ظنّوا للوهلة الاولى أنّ القرار مقتصر على فروع الجامعة في طرابلس والشمال تحديداً. فعند الثامنة من صباح أمس، فوجئ الطلاب المتوجهون إلى فروع الجامعة في القبّة، بإغلاق عناصر قوى الأمن الداخلي الأبواب، وإخراج الطلاب الذين دخلوا إلى الحرم. وقد دفع الإجراء الطلاب إلى التجمع والاعتصام أمام الكليّات، رافضين القرار الذي رأوه «تعطيلاً للدروس ولدور الجامعة، وانحيازاً إلى جانب طلاب قوى المعارضة»، بحسب أكثر من مسؤول طالبي ينتمي إلى قوى 14 آذار.
وسرعان ما اتسعت رقعة الاعتراض الطالبي لتطاول طلاب كليات العلوم والهندسة وإدارة الأعمال، وطلاب مهنية طرابلس الرسمية والثانويات الرسمية الأخرى المجاورة، قبل أن يحتشدوا أمام مدخل كلية الآداب. وتسبب المعتصمون بأزمة سير في المنطقة، كما هتفوا بشعارات التأييد لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والنائب سعد الحريري، مطلقين السباب والشتائم اللاذعة بحق كل من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، والرئيس السوري بشار الاسد، والامين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، ورئيس كتلة الاصلاح والتغيير النيابية العماد ميشال عون، والوزير السابق سليمان فرنجية.
مسؤول «حركة شباب التغيير لأجل الحقّ والديموقراطية» في كلية الحقوق ــ الفرع الثالث علي الغول أوضح لـ«الأخبار» أنّ «أغلبية المعتصمين لم يأخذوا علماً بقرار رئاسة الجامعة بتعليق الدروس، الذي يبدو أنه صدر في ساعة متأخرة، وأنّ معظمهم أتى من مناطق خارج طرابلس، الأمر الذي أدّى إلى ردّة فعل سلبية صدرت عن بعضهم».
ولفت الغول إلى أنّ «غالبية المعتصمين ينتمون إلى «تيار المستقبل» و«التكتل الطرابلسي» في ظل غياب لافت للطلاب المنتمين إلى «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، من غير معرفة الأسباب». من جهته، أكد الطالب في السنة الثانية في كلية الحقوق ــ الفرع الثالث واصف المرعبي (تيار المستقبل)، أنّه يقف «ضد تعطيل الدروس في الجامعة، والدعوة الى الاضراب بهذه الطريقة، لأنّ الاعتصام والإضراب لا يكونان بالقوة أو بهذه الأساليب، ولأنّ فيهما انتقاصاً وإلغاء لدور الجامعة على الصعيد الوطني».
على صعيد آخر، عقد ممثلو أساتذة الجامعة اللبنانية ــ فروع الشمال ــ اجتماعاً استغربوا فيه الطريقة «اللاديموقراطية التي عبر فيها جزء من اللبنانيين عن مطالبهم السياسية والتي تجلت من خلال ترهيب المواطنين والتعدي على حرياتهم وكراماتهم وممتلكاتهم، وهو ما أشاع جواً من القلق». وقرر ممثلو الأساتذة «توقيف الدروس اليوم (أمس)، داعين الدولة والقوى الأمنية إلى القيام بواجباتها في الحفاظ على حريات اللبنانيين وكراماتهم وممتلكاتهم».