strong>راجانا حميّة
يسترجع طوني نهرا ذكريات «أيّام الاحتلال»، أيّام عاش فيها «الجنرال» في المنفى ومناصروه في المعتقلات، يتذكّر وفي صوته حنين إلى تلك الأيّام التي «عرفنا أنّنا في لحظة ما سوف نحظى بالحريّة... يعود الجنرال وتخرج سوريا». خمسة عشر عاماً من الذكريات يستعيدها «العوني» في «غير موسمها» بالنسبة إلى «الرفيقة» زهرة، لكنّها بالنسبة له «أوفى» من قرار تعليق الإضراب المفاجئ الذي اتّخذته قوى المعارضة في «ذروة الانتصار». هكذا كانت ردّة الفعل الأولى للكثيرين من مناصري المعارضة في ساحتي الاعتصام المفتوح، يئسوا وأحبطوا وبكوا، نزعوا خيمهم واسترجعوا شريط ذكريات استمرّ ثلاثة وخمسين يوماً و«ختم» بقرار يقضي بتعليق «النضال»...ورحلوا
ليل أوّل من أمس، كان يوم «ذروة اليأس» في الساحتين، قرار مفاجئ يطفئ نشاط «المجموعات» التي كانت قبيل صدوره تهيّئ عدّتها لحروب «الزواريب» التي بدأتها في ساعات الصباح الأولى.
تسلّمت المجموعات أغراضها وتلقّت التعليمات ولم يبق أمامها سوى انتظار ساعة «الهجوم»...التي لم تأتِ استجابة لقرارٍ «أسكر» مفعوله الكثيرين ممن وجدوه «مربكاً في بادئ الأمر»، فانحسرت خياراتهم بين البكاء أو التكسير والنوم أو الرحيل، وكانت حصيلة القرار الأولى تخريب خيم في «رياض الصلح»...والكثير من «البانادول» في «الشهداء».
لم يستمرّ مفعول نوبات «اليأس» إلى اليوم التالي. وشهد أمس انفراجات مقرونة بأمل الكثيرين بالجولات الجديدة والخطابات المنتظرة من «القادة»، خرقها بعض الندم على «ساعة الهجوم». سمعان سمعان واحد من هؤلاء الكثيرين الذين أوكلوا «دماءهم» للجنرال، سمعان استعاد إيمانه بالقرار... وبالجنرال الذي «لم يعلن إلى الآن إنهاء التصعيد بعدما وعدنا بخطوات تصعيدية أكبر»، متوعّداً في جولته الرابعة «بأضرار أكثر من تلك التي حدثت».
أجمع «التيّار» على ما يقوله الجنرال، رغم «الألم» الذي سبّبه قرار التعليق لكونه حرم «الشباب» من «فرصة النضال». طوني نهرا يتقبّل قرار التأجيل على مضض رغم «إيماني بما يقوله الجنرال، بس ما كان لازم نختصر 15 سنة من النضال بيوم واحد، كان من الأفضل للمواجهات أن تستمر وعندها يا قاتل يا مقتول».
يعد نهرا نفسه بالكثر من العمل والصولات والجولات، وهو لم ينفعل كثيراً لدى صدور القرار ربّما «لأنّ الجنرال دعانا إلى انتظار الآتي»، لكنّ «المارد» محمّد شرب «ويسكي» ونام على وقع القرار، لم يفهم السبب ولن يفهم لأن «53 يجب أن تقتل لا أن تحبط الطرف الثاني»، وفي الوقت نفسه لا يجد لانفعاله سبباً، خصوصاً أنّ «من نقاتل فقدوا إنسانيّتهم وليس من شيمنا مواجهة الغرائز الحيوانيّة لدى الأعداء».
اقتنع المارد أخيراً بـ«قوّته» مستنداً في استنتاجه إلى «الإنسانيّة المفقودة عند الأعداء» و«قدرة المعارضة على التأثير في مجريات الأحداث»، فيما لم تفلح المعادلة في تغيير قرار أنور الذي وإن رضخ لما قاله الرئيس، يصرّ على «استرجاع وحدات الدم التي خسرها الحلفاء في يوم الاعتصام الطويل».