strong>لبنان يدفع ثمن قرارات مفروضة من إيران وسوريا و«حزب الله» لم يسألنا رأينا عندما دخل الحرب مع إسرائيلرفض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إجراء انتخابات مبكرة وانتقد الوسائل التي انتهجتها المعارضة خلال الإضراب العام أول من أمس، معتبراً أن «هناك وسائل أفضل للتعبير عن الرأي لا تؤدي الى التدمير والرعب».
وقال السنيورة في مؤتمر صحافي عقده في نادي الصحافة العربية في باريس، على هامش زيارته للمشاركة في مؤتمر باريس ــ 3 الذي تبدأ أعماله اليوم: «لا يمكن تعديل الدستور عندما نشاء. يجب أن تتم الأمور في وقتها. في هذا الجو المحتقن لا يمكن أن تتم انتخابات تؤدي الى مزيد من التشنّجات». وأضاف: «لبنان دولة ديموقراطية حصلت فيه انتخابات ديموقراطية مئة بالمئة بشهادة الجميع».
وقال إن ما رآه من مشاهد أثناء توجهه الى مطار بيروت صباح أمس «مناظر مؤلمة ذكّرتني بالحروب والاجتياح الإسرائيلي» (عام 1982)، مضيفاً ان «المؤلم هو قيام لبنانيين بهذا الأمر (...) لا تحل الأمور في الشارع وهذه هي القاعدة»، معتبراً أن «الحل في عمل متلازم ومتزامن» من كل الأطراف. وقال: «هناك دروس يجب أن نتعلمها» مؤكداً أن ما حصل «كان درساً إضافياً. واللبنانيون يريدون جميعاً العودة الى العيش المشترك». ورأى ضرورة «الارتفاع الى مستوى المصلحة اللبنانية لإخراج لبنان من الأزمة» التي يتخبط فيها. وأكد أن «لبنان لا يمكن أن يعيش على الضغائن. نحن نتصرف على درجة عالية من السكينة والحزم في آن»، مؤكداً أن «هذا هو الأسلوب الوحيد (...) ويجب أن يكون هناك مزيد من مدّ اليد والعودة الى كلمة سواء. ونحن منفتحون للحوار والتبادل».
والتقى السنيورة فور وصوله الى باريس الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي استبقاه على الغداء. وأعلن الناطق باسم قصر الإليزيه جيروم بونافون في ختام الغداء «إن فرنسا ستقدم مساعدتها للبنان على شكل قرض بقيمة 500 مليون يورو بشروط ميسّرة جداً». وأضاف ان «هذه المساهمة الكبيرة تعبير عن الصداقة العميقة والتضامن والثقة التي تجمع فرنسا بلبنان وبجميع اللبنانيين».
وأكد السنيورة بعد لقائه شيراك الذي استمر ساعة ونصف ساعة «أن الحكومة باقية ما دامت تتمتع بثقة مجلس النواب وبثقة غالبية اللبنانيين»، مشدداً على «انفتاحها ومدّ يدها للجميع من أجل التوصل الى حلول تكون في مصلحة لبنان».
وفي تصريحات لصحيفة «كيودو نيوز» اليابانية، ألقى السنيورة بالمسؤولية على إيران وسوريا في الإضراب الذي نفذته المعارضة أول من أمس، معتبراً أن لبنان «يدفع ثمن قرارات مفروضة تأتي من بلدان خارجية مثل إيران وسورياط. وانتقد السنيورة حزب الله بسبب الحرب مع إسرائيل الصيف الماضي، وقال: «عندما دخل حزب الله حرباً مع إسرائيل، لم يسألنا رأينا».
في غضون ذلك، رأى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن مشاكل لبنان لا يمكن أن تحل «في الشارع». وقال في مقابلة مع محطة «ال سي اي» الفرنسية: «يجب أن يتمكن الجميع في لبنان من التوصل الى عملية سياسية»، ودعا سوريا الى عدم التدخل في شؤون لبنان.
وأضاف: إن فرنسا «لا ثقة لها بالسلطات السورية» في إطار التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. ورأى أن مؤتمر «باريس 3» يشكل «فرصة لكل اللبنانيين من دون استثناء»، متوقعاً أن يحقق المؤتمر «نجاحاً سياسياً ومالياً».
وكان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو قد أعلن أن المفوضية سترفع من قيمة مشاركتها المالية في عملية إعادة إعمار لبنان لتصبح 500 مليون يورو.
وقال باروسو خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الأمين العام للأمم المتحده بان كي مون الذي يزور بروكسل حالياً إنه سوف يتم الإعلان رسمياً عن هذا القرض خلال مؤتمر (باريس 3).
(الأخبار، الوكالات)