بإمكان المعارضة أن تسقط الحكومة في أي يوم تشاء
أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن الإمكانات الذاتية والحقيقية للمعارضة تؤهلها «لإسقاط الحكومة في أي يوم تشاء، إذا أرادت أن تتجاوز بعض الخطوط الحمراء التي وضعتها لنفسها»، وأن إضرابها في 23 كانون الثاني «قدّم مشهداً يؤكد وطنيتها، ويثبت أنها خط سياسي وحركة سياسية عابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب والمناطق، وأعطى رسالة إلى مجموعة السلطة والخارج بأن الدعم هو لفريق عاجز عن الوفاء بتعهداته والتزاماته».
وفي دلالات ما حصل يوم الثلاثاء بالنسبة إلى المعارضة، أشار نصر الله خلال مجلس عاشورائي، الى أن نسبة الاستجابة للإضراب «الوطني» كانت «عالية جداً، وامتدّت في كل المناطق اللبنانية، من الحدود الى الحدود، ما أسقط كل ادعاءات الفريق الحاكم المهيمن على السلطة الذي يحاول أن يقول إن هذه المعارضة حزبية أو مذهبية أو طائفية أو مناطقية أو فئوية»، لافتاً الى أن الدعوة لم توجّه الى جمهور المعارضة، وإلا «لنزل أكثر من مليون ونصف مليون لبناني الى الشارع»، مؤكداً أن المحتجّين «كانوا منضبطين وأثبتوا مناقبية وصدقية عالية في التزام الضوابط والحدود المرسومة للتحرك، ولم يحصل أي اعتداء على أملاك فردية أو عامة»، موضحاً أن بعض السيارات التي أُحرقت هي ملك للمعارضة وليست ملكاً لأحد.
وتطرّق الى دور بعض وسائل الإعلام التي حاولت من خلال تغطية الحدث أن تسيء الى المعارضة، لكنها «قدّمت شهادة لا تقصدها»، لأنها أعلنت أن «لبنان بات تحت سيطرة المعارضة التي تلفّه بحزام من الدخان الأسود»، لافتاً الى أن ما لم تقصده هذه الوسائل هو القول إن «مشهد لبنان كان مشهد المعارضة».
وأشار الى أن حجم التحرك الدولي، وما رافقه من بيانات داعمة، يؤكد أن «حركة الإضراب كانت قوية وفعالة ومؤثرة»، وشدّد على أن هدف التحرك لم يكن لتعطيل «مؤتمر باريس ـــ3»، إذ إن «هناك إرادة دولية بعقد المؤتمر، حتى لو خرج الشعب اللبناني كله الى الشارع»، كاشفاً عن معلومات تفيد أن «بعض السفراء قال: لو لم يبق معنا إلا فؤاد السنيورة، سوف نذهب به الى باريس، ونقول هذه هي حكومة لبنان الشرعية ونحن ندعمها». وفي هذا الصدد، وجّه كلمة إلى داعمي حكومة السنيورة قائلاً: «مهما أعطيتموه من مال، فهذا لن يغير من الواقع السياسي في لبنان... فالفريق الذي تعتمدون عليه لإدارة المال ما عندو كعب للبرميل والصندوق».
وأشار الى أن المعارضة تملك «القوة السياسية والشعبية والتنظيمية والجماهيرية وقوة الإرادة وشجاعة الإقدام والتخطيط والتدبير»، ما يمكّنها، لو أرادت، أن «تسقط الحكومة «اللادستورية» لأسقطتها منذ اليوم الأول، وهي تستطيع أن تسقطها غداً أو بعد غد»، مؤكدا أن «المعارضة ارتضت لنفسها خطاً سياسياً وطنياً ملتزماً، وترفض الانزلاق الى حرب أهلية أو أي شكل من أشكال التقاتل الداخلي أو الفتنة الداخلية»، لافتاً الى أن «الدعم الدولي لم يحل دون سقوط الفريق المتسلّط، بل مناقبية ووطنية والتزام المعارضة وحرصها على السلم الأهلي والعيش المشترك وعدم دفع لبنان الى أتون الحرب الأهلية»، وأضاف: «ما بين تصاعد حركة الاحتجاج والحرب الأهلية الخط الأحمر، هناك مسافة وخطوات وخيارات ستلجأ إليها المعارضة حتماً». ولفت الى أن السلطة أُصيبت بالإرباك يوم الإضراب ولذلك «تعاطوا مع حركة المعارضة عبر استنفاد كل الوسائل: الترغيب، الترهيب، اللجوء الى المقامات والفتاوى الدينية، تحريض الجيش والقوى الأمنية على الصدام مع المعتصمين والمحتجين»، منتقداً لجوء بعض الأحزاب السياسية الى السلاح من دون مبرّر أو منطق. وتحدى السلطة أن تقوم بإضراب ناجح كالذي قامت به المعارضة، متوجها الى أركانها بالقول: «نفّذوا إضراباً مفتوحاً، وإذا نجح، نسلّمكم كل شيء في البلد».
وفي شأن القرار الذي اتخذته المعارضة بوقف التحرّك، أكد أن الهدف من إضراب الثلاثاء «أُنجز، والرسالة وصلت»، لافتاً الى وجود عاملين دفعاها الى وقف الاحتجاج: «تقويم قيادة المعارضة لتحرك الثلاثاء بأنه كان ممتازاً، ما أغنى عن القيام بنشاط مماثل الأربعاء أو الخميس. إضافة الى سلوك الفريق الحاكم، الذي أراد من خلال نزوله الى الأرض بالسلاح جرّ لبنان سريعاً الى المنزلق (الخط الأحمر بالنسبة إلى المعارضة) وإحداث فتنة في الشمال وتحويل الصراع الى صراع شيعي ـــ سني في بيروت».
ودعا نصر الله فريق السلطة الى «عدم المكابرة، وقراءة ما حصل بشكل جدي، من أجل معالجة المأزق السياسي الذي يعيشه لبنان»، والدول الداعمة لهذه السلطة الى «التخلّي عن مكابرتها، لأن دفع لبنان الى مزيد من المآزق لن يحمي لها مصالحها في لبنان».
وأكد أن المعارضة «لا تريد الفتنة ولا الحرب الأهلية ولا التقاتل ولا تقسيم لبنان»، وهي «ترفض الاحتكام الى البندقية، وتدعو الى حل سياسي للأزمة»، مؤكداً أن «رسالتها وصلت، وعلى السلطة أن تفكر»، وهي «ستواصل تحركاتها، ولن تتخلّى عن أهدافها، فجعبتها لم تفرغ من خيارات العمل».
(الأخبار)