إبراهيم عوض
* كرامي: بداية صحوة * الصفدي: تضامن مع الحكومة * يكن: رفض الاختطاف

تضاربت الآراء بشأن ما جرى في طرابلس أول من أمس ومدى استجابتها لدعوة الإضراب. فبين قائل إن «مفاجأة» حصلت وشكلت بداية تحوّل في المزاج الطرابلسي لمصلحة المعارضة، ورفض آخر لهذا الطرح مؤكداً بقاء القديم على قدمه لجهة الموقف المؤيد للحكومة ولفريق 14 آذار وفي مقدمه «تيار المستقبل»، ترى أوساط سياسية محايدة أن «اختراقاً» ولو محدوداً حصل وترجم استجابة جزئية للدعوة الى الإضراب، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن مآل المشهد السياسي في المدينة خصوصاً على الساحة السنية.
الرئيس عمر كرامي الذي شكر أهالي المدينة والشمال على «تجاوبهم مع دعوة المعارضة»، لم تأخذه النشوة إذ رأى أنّ ما حصل «بداية صحوة تتطلب متابعة وجهداً»، مُقرّاً بأن «المهمة ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة باعتبار أن طرابلس مشهود لها بالوطنية والعروبة ولا يمكن أن تخرج عن ثوابتها». وقال كرامي لـ«الأخبار» إن «أبناء طرابلس من الآباء الى الأجداد استبسلوا من أجلها وضحوا بدمائهم في سبيلها وسجنوا وعذبوا وسحقتهم الدبابات، لذلك، لا تستطيع أي موجة عاطفية او مذهبية أن تؤثر في أصالتها وهويتها». وحمل على بعض وسائل الإعلام «التي تشوّه الحقائق وتختلق الأكاذيب لتصوير الأزمة على أنها مذهبية وطائفية فيما هي سياسية بامتياز».
من جهته، رأى وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي أن الدعوة الى الإضراب «موجهة ضد الحكومة ولا علاقة للعروبة بها. لذلك رفضت طرابلس الاستجابة لها وعبرت بذلك عن موقفها السني المتضامن مع الحكومة مجددة الثقة بها ومعربة عن رفضها الاصطفاف الطائفي».
وأكد الصفدي لـ«الأخبار» أن طرابلس «بلد العروبة وستبقى كذلك اليوم وغداً وفي المستقبل»، لافتاً إلى أن «لبنان منفتح على العالم شرقاً وغرباً وحريص في الوقت نفسه على عدم انحيازه الى هذا المعسكر أو ذاك». وفيما دعا الى إقامة أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة والمجاورة للبنان، خصوصاً سوريا والعراق والأردن وايران وغيرها، أشار الى «أن هذا لا يعني ابتعاده عن العالم».
ورفض المنسق العام لـ«تيار المستقبل» في الشمال النائب سمير الجسر ما يقال عن حصول استجابة ـ مهما كان حجمها ـ للدعوة الى الإضراب، موضحاً «أن كاميرات التلفزيون صورت الوضع على حقيقته». وقال «إن التظاهرات السيارة التي حكي عنها لم يتجاوز عدد السيارات فيها أصابع اليد الواحدة كما أن من قادها هم سائقو الأجرة».
من جهته، قال رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية فتحي يكن لـ«الأخبار» إن «طرابلس في الأساس لها هوية تاريخية وتراثية وذات لون وطني وعربي وإسلامي لا يمكن أن تتغير. وقد تمر أحياناً في غفلة من المدينة وأهلها موجات صعبة غير أصيلة يمكن ان تختطفها لفترة من الزمن، ولكن لا تستطيع طرابلس أن تُختطف إلى غير الموقع الوطني والعربي والاسلامي الذي تنتمي اليه».
وفيما أبدى يكن تخوفه من «الولاء» الذي ارتضته الحكومة لنفسها، أكد رفضه الانتقال من وصاية عربية الى وصاية غربية مشدداً على «التمسك بسيادة هذا البلد فالسيادة عندنا قضية مبدئية وتجاوزها خط أحمر».
ورأى يكن أن «وجه الخلاف بين هذه المدينة وأصالتها وتاريخها يتمحور عند هذه القضية. فعندما أدركت المدينة ان فريق 14 شباط يريد ان يختطفها الى موقع لا ترضاه تجاوبت مع اللإضراب بشكل عفوي بامتياز. وأقول كذلك إن طرابلس وفية، وهي وفية لا شك للرئيس الشهيد رفيق الحريري، إنما هذا الوفاء لن يكون على حساب الوفاء لإصالتها وتراثها ودينها».
وقال «قد لا تكون بين طرابلس وبين آل الحريري مشكلة انما قد تترتب كل المشاكل حين يتحالف آل الحريري مع قوى غير شريفة وغير نظيفة امتدت يدها لتغتال زعماء من زعمائها، وابن الافتاء فيها الشهيد رشيد كرامي، وهنا تتضح القضية. ففي الآونة الأخيرة كشف الفريق الآخر عن وجهه وكان لا بد لطرابلس من ان تقف هذا الموقف». وختم بأن «طرابلس تتمنى على «تيار المستقبل» وعلى آل الحريري خصوصاً أن يتحللوا من اي تحالف مع من هم اعداء لطرابلس».
عبد الإله ميقاتي المشرف العام على جمعيات «العزم والسعادة» التي يرأسها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أكد أن طرابلس «كانت ولا تزال تختزن الخميرة الصالحة لتخطي الأزمات» الا أنه أبدى تخوفه من «الاحتقان في الشارع على الصعيد الوطني». وشدد على «ضرورة معالجته منعاً لحدوث اضطرابات وصدامات متنقلة بين المناطق وفي الشوارع»، متمنياً «أن يتنازل جميع الأفرقاء عن عنادهم تمهيداً لحوار حقيقي وصادق يؤدي الى انفراجات في الأزمة الراهنة».

توضيح

صدر عن مكتب الداعية الدكتور فتحي يكن البيان الآتي: بالرغم من الملاحظات التي للداعية يكن على أداء دار الفتوى، إنما النص الذي نشرته جريدة الأخبار في عدد الأمس ليس هو النص الكامل والدقيق الذي صدر عن الداعية يكن.