ردت قيادة الجيش على الاتهامات التي وجهت إليه بالتقاعس خلال إضراب المعارضة أول من أمس، موضحة ان الجيش «أدى مهماته في ظل ظروف دقيقة وحرجة، وكان هدفه الأساس الحفاظ على سلامة المواطنين وأمنهم والممتلكات العامة والخاصة»، مؤكدة ان «وقوف الجيش على مسافة واحدة من جميع الأطراف جنّب البلاد مخاطر جمة»، وأملت ان «تكون العبر المستقاة مما جرى، حافزاً للتمسك بالوحدة الوطنية، واللجوء الى الحوار الجاد والمسؤول بغية إيجاد الحلول السياسية».وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش تعميماً الى العسكريين عن مجريات يوم الإضراب جاء فيه: «شهد لبنان (أول من) أمس، إضراباً واسعاً اتخذ أشكال تجمعات وإحراق إطارات وقطع للطرق العامة بالعوائق والسواتر الترابية، وعلى الرغم مما حصل من أحداث مؤسفة، فإن جهودكم المضنية وتضحياتكم الجسام قد حالت دون تفاقم الوضع الى الأسوأ، وأسهمت في تهدئة النفوس وإفساح المجال أمام أبناء الوطن الواحد للعودة مجدداً الى جادة الحوار والتلاقي، ودفعتهم الى التأمل بعمق في مجريات هذا اليوم الذي نستخلص منه الحقائق الآتية:
1 ــ لقد قام الجيش بأداء مهماته في ظل ظروف دقيقة وحرجة يعرفها الجميع، وكان هدفه الأساس الحفاظ على سلامة المواطنين وأمنهم والممتلكات العامة والخاصة، فعمد الى اتخاذ سلسلة من التدابير الأمنية المكثفة شملت إقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتسيير دوريات متواصلة لمنع الاحتكاك بين المواطنين، وإعادة فتح الطرق التي أقفلت، إلا ان اتساع حجم التحرك من جهة، وتبدد انتشار الوحدات العسكرية على مساحة الوطن والنقص الحاصل في عديدها من جهة ثانية، دفع البعض الى استغلال هذا الواقع واستعمال وسائل عنف مختلفة وأسلحة فردية، ما أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين، على رغم ان وحدات الجيش كانت حازمة في التصدي للمخلّين بالأمن، حيث أوقفت العشرات منهم وسلمتهم الى القضاء المختص، وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة كانت في حوزتهم، ولا تزال تلاحق مشبوهين آخرين.
2 ــ إن التزامكم الواجب الوطني ووقوفكم على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وبذلكم أقصى الجهود والطاقات بكل ما لديكم من عزيمة وصبر في سبيل إنجاح المهمات الموكلة إليكم، قد جنّب البلاد مخاطر جمة، وشكل ضماناً أكيداً للحفاظ على الإنجازات الكبرى التي تحققت، بدءاً من الحفاظ على الوحدة الوطنية إثر جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلاها من حوادث، وصولاً الى انتشار الجيش في الجنوب وعلى امتداد المعابر الحدودية، البرية منها والبحرية.
3 ــ إن ما أوحي به حول تقاعسكم أو تواطئكم خلال يوم (أول من) أمس، فيما كنتم تتحملون العبء وحدكم، هو اتهام لا ضير فيه، إذا كان يساوي في الحقيقة خلاص الشعب من محنته، لذلك نأمل من الجميع الحذو حذوكم للحفاظ على وحدة الوطن ومستقبل أجياله، ونرجو في الوقت عينه ان تكون الدروس والعبر المستقاة مما جرى، حافزاً لكل المواطنين لرصّ الصفوف والتمسك بالوحدة الوطنية، ولكل المسؤولين للجوء الى الحوار الجاد والمسؤول، بغية إيجاد الحلول السياسية التي تضمن وحدة القرار السياسي المرتكز أولاً وأخيراً على الإرادة الوطنية الجامعة التي بدورها تدعم موقفكم وتسهل مهماتكم، وتكفل حماية الوطن من الأخطار والتحديات المحدقة به.
وجددت القيادة دعوتها الى العسكريين «الى مزيد من الجهوز والاستعداد الدائم للبذل والتضحية، والمواظبة على ما دأبتم عليه».