strong>تقفل الجامعة اللبنانية أبوابها في الفروع كافة اليوم وغداً بسبب الأوضاع الراهنة، على أن تستأنف الدروس الاثنين المقبل، فيما تلملم بعض الجامعات الخاصّة الوضع داخل أسوارها تفادياً لوقوع مشاكل بين طلّابها المنتمين إلى تيّارات سياسيّة مختلفة.
  • فروع «اللبنانية»
    شهد أمس مجمع الجامعة اللبنانية في الحدث حيث الفروع الأولى غياب طلاب قوى 14 آذار، وأصدر مجلس طلاب الفرع في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال قراراً يقضي بتعليق الدروس إلى الأربعاء المقبل.
    وفي الفروع الثانية، لم يأت اليوم الأول بعد الإضراب العام طبيعياً، إذ سادت أجواء التوتر والاحتقان معظم الكليات وكان اللافت وجود عناصر القوى الأمنية في محيطها. وقد أطلقت شائعات حول إشكالات، فيما لم يتجاوز الأمر توزيع البيانات. ففي كلية الحقوق وقّعت كل القوى السياسية على وثيقة تعهّدت فيها برفع الغطاء عن أي زميل لهم «يفتعل أو يشارك أو يتدخّل أو يحرّض على أي عمل اعتداء في حق طالب آخر، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية والتأديبية اللازمة في حقه». التعهّد جاء بعد الاجتماع الذي عقده مدير الفرع الدكتور إيلي داغر لممثّلي الأحزاب والتيّارات السياسية الطالبية، وخصّصه لبحث كيفية توفير الأجواء الهادئة لبقية العام الجامعي على أثر الأحداث التي شهدها لبنان الثلاثاء الفائت.
    لكن هذه الوثيقة لم تمنع قوى عدة من توزيع بيانات تعليقاً على الإضراب العام والأحداث التي نجمت منه، إذ اتّهمت الأطراف المتصارعة بعضها بعضاً بافتعال المشاكل. وقد عنون طلاب القوّات اللبنانية بيانهم بـ«إضراب عام، وإرهاب عام...» عرضوا فيه «بعضاً من التعديّات التي قام بها قطّاع الطرق لدى حزب الله وملحقاته». وتشير خلاصة البيان «ما زالوا في المعارضة كما يقولون، وتراهم يقمعون الحريات بهذه الطريقة، فكيف إذا حكموا!». أما طلاب الكتائب فاستنكروا أيضاً الأحداث التي تخلّلت يوم الإضراب العام، لافتين إلى أنها ترمي إلى استدراج «لبنان إلى مشروع حرب أهلية، وتقاتل الأخوة وتضارب الأقرباء»، ووصفوا الأمر بـ«الانقلاب الفاشل».
    «يا صنّاع الفتن، حلّوا عن هالوطن» كان عنوان البيان الذي وزّعه طلاب «التيار الوطني الحر»، وذكّروا فيه بأحداث 5 شباط 2006، وقول جعجع يومها «إنهم حلفاء قوى 14 آذار ولا يحق لأحد التعرّض لهم». وعن الأحداث الأخيرة انتقد طلاب «التيار» قوله «حرق الدواليب عمل إرهابي ونحن سنتصدّى له». ووزع الطلاب الوطنيون الأحرار بياناً صادراً عن مفوضية قضاء المتن الشمالي في الحزب، دحضوا فيه المزاعم التي أطلقها عون «حول وجود مجموعة من الأسلحة بين المواطنين»، مشيرين إلى قيام الجيش اللبناني «بضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر».
    وأفاد مراسل «الأخبار» عبد الكافي عبد الصمد أنّ طلاب الجامعة اللبنانية في الفروع الثالثة في الشمال عاودوا دراستهم بشكل شبه طبيعي. وكان التوتّر قد دفع بشريحة واسعة من الطلاب إلى الغياب عن كليّاتهم لأسباب توزّعت بين التزام قرار المعارضة الداعي إلى الإضراب، أو الخشية من تدهور الأمور نحو الأسوأ أمنياً. وخيّم الهدوء على حركة الطلاب داخل حرم مختلف الفروع والكليّات، في ظلّ إجراءات وتدابير أمنية اتخذتها القوى الأمنية عند مداخل الكليّات وداخلها.
    وانطلقت شائعات في كليّة الحقوق والعلوم السياسية ــ الفرع الرابع في الجامعة اللبنانية، تُفيد أنّ عناصر «قوّاتيّة» تتعرّض لشباب من «حزب الله»، ما دفع إلى تعزيز انتشار الجيش اللبناني في محيط الحرم. وتؤكِّد مصادر طالبية من الفروع الرابعة أنّ الرواية عارية من الصحة، وأنّ التوتر في كلّيات العاصمة لم ينتقل إلى البقاع حيث الأجواء لا تزال ودّية وسلمية.
  • الجامعات الخاصة
    في ما يتعلق بالجامعات الخاصة، امتد أمس التوتر الطالبي إلى حرم جامعة الحكمة، فأدّت رسائل «التهديد» الهاتفية التي وصلت إلى طلاب «التيار الوطني الحر» إلى «إشكال» مع القوات في الكافيتريا، ما استدعى تدخّل الجيش الذي طوّق الجامعة. وفي التفاصيل التي يرويها «التيار» أنّ أحد طلاب «القوات» اتصل بطالب في «التيار» شارك في تظاهرة الثلاثاء، مهدداً إيّاه بالقول «إذا بتدعسوا بالجامعة رح نكسرلكم إجريكن»، إضافة إلى وصول بعض الرسائل الهاتفية التي تتضمن ألفاظاً نابية ليل الثلاثاء. وبحسب الرواية نفسها أنّ طلاب «التيار» جلسوا في الكافيتريا وجلس في المقابل طلاب القوات، فسأل الطالب في «التيار» طالب القوات عن كيفية حصوله على رقمه ليوجه له التهديد، فضربه «القواتي» بـ«البوكس» غدراً لا وجهاً إلى وجه، ثم تطور إلى عراك بين الفريقين «فكسّرنا اثنين منهم»، كما قال «العوني» الذي طالب بالتهدئة «لأنّ الجامعة ليست ملك أبيهم».
    أما الطالب في «القوات» فتحدث عن «إشكال» صغير سرعان ما طُوّق، نافياً أن تكون التهديدات قد وصلت من القوات أو الخلية التابعة للحزب في الجامعة، و«إن كان لا يمكن أن نلهي الناس ببعض الرسائل في الوقت الذي يسعى فيه الطرف الآخر إلى ممارسة التعدي على حقوق الإنسان في الشارع». وأوضح «القواتي» «أننا نتحاشى الاستفزازات، بتوجيه من القائد سمير جعجع، فلا داعي أن تستكمل «الزعرنات» في الجامعة». ويشير أحد طلاب الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أنه تعرض للشتائم والتهديد من جانب «القوات» «اللي بيطلع صوته منكسره».
    من جهتها، أصدرت الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة مذكّرة إدارية قضت بتعليق الدروس يوم أمس، وتأجيل امتحانات الدخول التي كانت مقرّرة يوم السبت، بعدما احتدم إشكال «العربيّة». وقبيل صدور المذكّرة، حضرت فرق من الجيش اللبناني وقامت بتطويق الجامعة منعاً لحصول اشتباكات محتملة. كما اتّخذ المعهد الجامعي للإدارة والكومبيوتر «BCU» قراراً مماثلاً عُلّقت بموجبه الدروس يوم أمس وأُجّلت الامتحانات أمس واليوم وغداً. وفي السياق نفسه، أصدر الوزير خالد قباني قراراً بإقفال كافة المدارس حتى صباح الاثنين.
    (الأخبار)