لم تتمكّن القوى الأمنية، حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، من تحديد مطلقي النار على الجيش اللبناني وحشود المعارضين في منطقة المدينة الرياضية. وقال مصدر أمني رفيع لـ«الأخبار» انه «بينما كانت الأمور تسير نحو التهدئة في منطقة المدينة الرياضية، ومع تمكّن الجيش من السيطرة على المتعاركين من الجهتين، أطلقت النيران وسقط ثلاثة جرحى في صفوف الجيش اللبناني». وأضاف «نحن نعتقد بأن هناك بعض الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي من المجموعتين المتصارعتين (موالين ومعارضين للحكومة) يعملون على إشعال الفتنة وتحويل المواجهة في الشارع الى حرب دموية يستخدم فيها السلاح».ولوحظ أمس تحرّك خجول لقوى الأمن الداخلي خلال أعمال الشغب، إذ سُيّرت دوريات قليلة في بعض المناطق ليلاً وشوهد عناصر قوى الأمن خلف صفوف قوى الجيش في أماكن التوتر في فترة بعض الظهر التي شهدت أشدّ الصدامات. وفسّرت المصادر الأمنية ذلك بالقول إن «قوى الأمن تفضّل أن يقوم الجيش بمهمة وقف الشغب بينما تساندها قوى الأمن». وأكدت المصادر أن قوى الأمن لم تتدخّل في عملية توقيف مطلقي النار على الجيش في منطقة المدينة الرياضية، لكنها على تنسيق ومتابعة مع الجيش.
وأعرب مصدر أمني رفيع عن تشاؤمه من الوضع الأمني، وقال «هناك مسلحون يحاولون استدراج مناصري الحكومة والمعارضين لها لصراع مسلّح وقوى الأمن ستترك المعالجة للجيش لأن البعض يريد زجّها في الاقتتال». ويأتي هذا التصريح بعد توجيه المعارضة طوال الفترة السابقة اتهامات لقوى الأمن الداخلي، وخصوصاً فرع المعلومات التابع لها بالتحيّز لمصلحة تيار المستقبل وفريق «14 آذار».
(الأخبار)