strong>كامل جابر
لم يستسهل المتابعون كلام رئيس تيار المستقبل النائب سعد الدين الحريري منذ أسابيع قليلة، وهو يخاطب وفداً من أبناء منطقة إقليم الخروب زار السرايا الحكومية مؤيداً الرئيس فؤاد السنيورة، بعبارة «أنتم يا أبناء إقليم الخروب، يا حماة بوابة بيروت الجنوبية»، إذ يذهب المنقبون عن الرسالة بين الكلام، إلى أن دوراً لكم وواجباً عليكم يا أبناء الإقليم سيكون عند الجهة الجنوبية من العاصمة بيروت. أمس، نزل محازبو ومناصرو «تيار المستقبل» نحو «بوابة بيروت الجنوبية»، الناعمة، وقطعوا الطريق، وراحوا يمارسون الإرهاب، اعتداءً بالضرب والعصي والحجارة، على سيارات المواطنين العابرين نحو الجنوب. ساعات من «الهرج» المنظم المدقق في هويات سائقي السيارات وركابها، الموظفين والمعلمين العائدين من عملهم، والطلاب والتلامذة في سيارات النقل. وإذ يتحقق المبتغى من «لون» الهوية المذهبي، يتولى فريق من الفتية والشبان رجم السيارات، ومهاجمتها بالعصي والحجارة والقاذورات حتى تمكّنوا من مئات السيارات وركابها الذين كان بعضهم يلوذ في اتجاه بعض أحياء الناعمة تحت سيل «الرجم» ليفاجأ بحواجز أخرى «مستدركة» تدقق في وجوه السائقين وألبستهم. ولم يسلم عدد من أبناء صيدا من الاعتداءات.
يروي مواطن من آل المقدم أن الشعار الذي يحمل صورة الرئيس العراقي صدام حسين هو الذي جعل أحد الملثّمين يطلب إلى رفيقه «دعه يمر، يحمل صورة صدام حسين»، وأنقذه من بين أيديهم «بعدما ظننت أن نهايتي دنت».
وتعرض عباس باقر (23 سنة) من النبطية لهجوم على سيارته إذ «استوقفني عناصر من تيار المستقبل، قرابة السابعة مساءً، سألوني عن اسمي وسمحوا لي بالمرور، بعدما أومأ أحدهم لمجموعة من الفتية والشبان كانوا يبتعدون نحو عشرة أمتار عن الحاجز، وما إن صرت قريباً منهم حتى أمطروا سيارتي بوابل من الحجارة، فتحطم زجاج سيارتي من الجهات الأربع، ولم أتوقف بل قدت بسرعة جنونية حتى نجوت بنفسي».
«كنا في سيارة نقل «فان» عندما تركنا الجامعة في بيروت لنعود نحو الجنوب، وفجأة توقف السير أمامنا في الناعمة، وصرنا نشاهد الاعتداء على السيارات، قلنا لن نسلم، إذ إن سائق السيارة يرفع صورة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأضحى همّنا كيف سننجو من بين أيديهم». والكلام للطالب الجامعي محمد عبدو، من كفررمان، ويردف: «تقدم واحد من أبناء الناعمة بسيارته، وقال لسائق الفان اتبعني، ثم راح يعبر طرق داخلية وجانبية، حتى استطعنا الخروج من وسط هذا الجحيم، بعد ساعات من الانتظار».
واستنكر رئيس رابطة أساتذة كلية الآداب في الجنوب الدكتور حسن نور الدين مع الأساتذة «ما تعرضت له زميلتنا، مديرة ثانوية النبطية الرسمية للبنات الدكتورة دلال عباس من اعتداء آثم في الناعمة، بينما كانت عائدة من عملها، ما نعتبره اعتداء على الكلمة والفكر والثقافة، وعلى الجامعة كذلك».