البقاع ــ عفيف دياب
أقطاب في 14 آذار اختاروا الأمين العام السابق لـ «حزب الله» لـ «اختراق أحادية القرار الشيعي»

هل دخل الملف القضائي للشيخ صبحي الطفيلي بوابة الحل القانوني والسياسي؟
سؤال طرح بقوة في الأيام الماضية في البقاع وردّدته الألسن السياسية المحلية، وقد تمظهر في شكل جليّ من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام السابق لـ«حزب الله» السبت الماضي في منزله في مرتفعات عين بورضاي تطرق فيه على مدى ساعة ونصف ساعة إلى أمور سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية.
وفي معلومات حصلت عليها «الأخبار» من مصادر متعددة أن قادة كباراً في فريق 14 آذار بحثوا في شكل مفصّل ما سمّوه «عملية اختراق أحادية القرار السياسي في الطائفة الشيعية»، و«استفراد» «حزب الله» بالقرار مع حركة أمل، و«إيجاد» قادة سياسيين شيعة ذوي حيثية شعبية يرفعون الصوت ضد «حزب الله» وإيران.
وقالت المصادر إن الاختيار وقع على الطفيلي لما يشكّله من حالة معنوية وسياسية ودينية، ولا سيما أنه من مؤسسي «حزب الله» وخرج منه، وجهر باعتراضه على سياسات الحزب قبل سنوات و«قبل أن يجرؤ أحد في لبنان على انتقاد الحزب بصوت مرتفع». وأوضحت أن محاولة قوى 14 آذار إبراز الشيخ محمد الحاج حسن منيت بالفشل، و«التيار الشيعي الحر» الذي أطلقه مدعوماً منها «لم يكن له المفعول أو الصدى المطلوب لخرق القرار السياسي الشيعي»، مشيرة إلى أن النائب وليد جنبلاط «اقترح الانفتاح والاتصال بالشيخ الطفيلي الذي يشكل حالة سياسية وشعبية في لبنان وتحديداً في منطقة بعلبك الهرمل».
وأضافت أن اتصالاً جرى مع الشيخ الطفيلي الذي طلب إنهاء ملفه القضائي والقانوني ليتسنى له التحرك السياسي والشعبي. ونقلت عنه قوله إن ملفه القضائي «ملف سياسي يقف وراءه اللواء غازي كنعان لأنني كنت أرفض تنفيذ أوامره، وكنت أريد أن يبقى حزب الله خارج الوصاية السياسية، فافتعلوا حادثة عين بورضاي عام 1998، وحوّل الملف الى المجلس العدلي بعدما ادّعى عليه وعلى 23 شخصاً مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية يومذاك القاضي نصري لحود».
وكان الشيخ الطفيلي قد تطرق في مؤتمره الصحافي الى ملفه القضائي والقانوني، متهماً الرئيس فؤاد السنيورة بـ«حبسي منذ سنة ونصف سنة، وأنا أطالبه بإجراء القانون ضدي، وإقامة محاكمة عادلة لي، لا أن يستخدم القضاء سيفاً على المعارضين أو الموالين، وأنا لا أقبل أن يبقى وضعي هكذا، وليس من حق السنيورة أن يعطل القوانين. فأنا منذ 7 سنوات مسجون على أيدي النظام الإيراني وأيضاً السوري وبعض حلفائهم في لبنان».
وانتقد الطفيلي «حزب الله» بشدة، متسائلاً: «هل يحتاج مطلب تعديل حكومي الى كل هذه الفتنة؟ وهل يستحق الأمر كل ذلك والحكومــــــــــة هي فقط حتى الانتخابـــــــــات الرئاســــــــــية؟ يمــــــــكن أن نصبر حـــــــــتى الانتخــــــــــابات الرئاسية ومن ثم نؤلف حكومة جديدة».
ورأى أن قوى 8 و14 آذار «طعنت بعضها بعضاً ووجهاً لوجه»، متهماً الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بأنه «ينفذ سياسة الإمام (علي) الخامنئي في لبنان ولا يحيد عنها قيد أنملة، والسيد عبد العزيز الحكيم ينفذ، أيضاً، أوامر الخامنئي في العراق ويذهب إلى واشنطن ويطلب من (الرئيس جورج) بوش إبقاء جيشه في العراق، ونحن هنا نأخذ لبنان الى الدمار والخراب تحت عنوان مواجهة أميركا!».