ارتفع عدد المصابين بتنشّق روائح الغازات السامة المنبعثة من البالونات التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية على النبطية الفوقا، إلى ثمانية، بعدما نقل عصر أمس إلى مستشفى النبطية الحكومي الرقيب أول محمد عقيل والمجند خضر حطيط مصابين بحالات غثيان وإعياء شديدين، وهما تابعان لمخفر قوى الأمن الداخلي في النبطية، وكانا يقومان صباحاً بالكشف وإجراء التحقيق في مكان سقوط البالونات.وذكر مصدر رفيع في قوى الأمن الداخلي لـ«الأخبار» أن التعامل مع هذه البالونات يحتاج إلى ألبسة خاصة هي غير متوافرة لدى قوى الأمن الداخلي، فكان أمام عناصر قوى الأمن الداخلي خياران للتعامل مع هذه الظاهرة، وهي إما إحراق البالونات من خلال رمي البنزين أو المازوت عليها وإشعالها، وإما تفجيرها باستعمال كمية صغيرة من TNT التي يولد انفجارها حرارة تبلغ 3500 درجة مئوية، ما يؤدي إلى إتلاف أي مادة موجودة داخل البالونات. وبالفعل، قامت عناصر من المباحث العلمية بتفجير عدد من البالونات في إحدى البلدات الجنوبية. وذكر المصدر أنه تعذر اتصال المباحث العلمية في قوى الأمن الداخلي بالمختبر المركزي حتى بعد ظهر أمس.
إلى ذلك، تعاطت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتجاهل وتمييع كبيرين في موضوع البالونات السامة التي ألقتها طائرات الاستطلاع فوق مناطق النبطية الفوقا ومعروب، إضافة إلى بالونات أخرى كبيرة الحجم عثر عليها قرب شاطئ مدينة صور، وشاطئ بلدة المنصوري.
وأشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن البالونات «أثارت الذعر في لبنان» بعد أن نقلت الخبر كما ورد في وسائل الإعلام اللبنانية علقت بالآتي: «يبدو من الصور التي نشرتها وسائل الإعلام اللبنانية أنها تتعلق ببالونات خضراء اللون وصلت إلى الأجواء اللبنانية عن طريق وجهة الرياح، وان مصدر البالونات مجموعة شوكان». ومن المعروف أن مجموعة «شوكان» هي واحدة من الشركات الكبرى في إسرائيل وهي تملك العديد من الصحف والمنشورات المحلية من ضمنها صحيفة هآرتس ويرأسها «عاموس شوكان». ويبدو من التعليق أن الصحيفة أشارت إلى البالونات الخضراء الصغيرة التي وجدت في النبطية وعليها كتابات عبرية، فيما لم تشر إلى البالونات الضخمة والمتعددة الألوان التي وجدت على الشاطئ في صور وبعضها لا يحمل عبارات عبرية. الأمر الذي يطرح تساؤلات حول حقيقة ودوافع إطلاق هذه البالونات.
(الأخبار)