النبطية ـــ كارولين صباح
أحيت مدينة النبطية مراسم التاسع من عاشوراء «تاسوعاء»، على عادتها في كل عام، بمسيرات «حسينية» انطلقت بعد ظهر أمس، من النادي الحسيني في النبطية، باتجاه بلدة النبطية الفوقا. وهي تمثّل انتقال الإمام الحسين وآل بيته، من المدينة المنوّرة في السعودية، إلى كربلاء في العراق تتقدّمها الجمال والأحصنة، وفيها فرق تشخص «سبي» النساء والإمام زين العادين، ففرق «اللطيمة»، وشارك فيها العديد من رجال الدين. وبعد أن وصلت إلى النبطية الفوقا، انضمت إليها مسيرات من البلدة ومن الزوطرين الشرقية والغربية وكفرتبنيت لتعود كلها نحو النبطية وسط تجمهر آلاف المواطنين على جانبي الطريق، من قرب دار المعلمين والمعلمات، باتجاه طريق مرجعيون، فالساحة العامة وصولاً إلى النادي الحسيني، وانتشار كثيف ومؤلل للجيش اللبناني الذي وزع وحداته ودورياته عند مداخل المدينة ومنع مع عناصر من قوى الأمن الداخلي دخول السيارات إلى وسطها.
ومن النبطية الفوقا، قام عدد من الشبان بحزّ رؤوسهم بالأمواس و«القامات» والسيوف، لتسيل منها الدماء، وتراكضوا مجموعة كبيرة نحو مدينة النبطية، بمسافة كيلومتر، يرددون «حيدر حيدر»، بما يشبه مراسم العاشر من محرم «عاشوراء» المقرر إقامتها اليوم الثلاثاء، في ساحة الإمام الحسين بن علي، على بيدر المدينة، حيث تشخّص موقعة «الطف» كربلاء، التي قتل فيها الإمام الحسين مع آل بيته، ولتضرب خلالها وقبلها وبعدها رؤوس مئات من الشبان والأطفال، بتقليد سنوي، تحييه مدينة النبطية، منذ نحو مئة عام، يبدأ مطلع شهر محرم، وينتهي في العاشر منه، وتتخلله مسيرات ليلية.
وقد أغمي على العديد من «الضريبة» من شدة النزف، فنقلوا إلى مستشفيات المدينة والجوار.
وفي بلدة كفررمان، جارة النبطية، انطلقت مسيرة ضخمة، من ساحة العين، حتى مثلث كفررمان، حبوش، النبطية، وعادت نحو البلدة، بمشاركة الآلاف من أهلها.