أكّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن أي حلّ للأزمة اللبنانية الراهنة «يجب أن ينبع من الداخل»، وأن كل تحرّك عربي يصبّ في هذا الاتجاه «موضع ترحيب اللبنانيين وامتنانهم».وكان لحود قد أبلغ رئيس القمة العربية الرئيس السوداني عمر حسن البشير هذه المواقف، عبر رسالة شفهية حمّلها الى السفير السوداني جمال الدين ابراهيم، مضمّناً أياها تأكيده على ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية تعكس إرادة اللبنانيين في التلاقي والمشاركة في حمل المسؤولية الوطنية، معتبراً أن «الاستقواء بالخارج لا يساعد إطلاقاً في تعزيز الوحدة الوطنية، ولا يخدم إلا مصالح الدول التي لا تريد الخير للبنان».
وأكد لحود لنظيره السوداني «استحالة حصول حرب أهلية في لبنان، لأن وعي القادة اللبنانيين السياسيين والروحيين، ولا سيما منهم المنضوون في صفوف المعارضة، هو صمام الأمان الذي يحمي الوطن، ويبعد شبح التقاتل الطائفي أو المذهبي»، متمنياً على القادة «الإسراع في ترجمة المواقف المعلنة الى خطوات عملية، وأبرزها الجلوس إلى طاولة الحوار للاتفاق على قواعد الحل التي تحقق المشاركة المطلوبة».
في المقابل، وفي رسالة خطية سلّمها السفير ابراهيم للحود، أكّد البشير أنه يبذل جهوداً مباشرة أو عبر مبعوثين شخصيين لمعالجة بعض القضايا العربية، ومن ضمنها الوضع في لبنان، في محاولة منه «لإيجاد حل للأزمة المتصاعدة»، لافتاً الى أن مسعاه ما يزال مستمراً بالتنســــــــيق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
ولافتاً الى اقتراب موعد انعقاد القمة العربية، أكد البشير ضرورة بذل الجهود من أجل «الوصول الى تنقية الأجواء العربية، وإزالة الفتور عن العلاقات بين بعض الدول العربية»، آملاً من لحود «بذل الجهود المخلصة والآراء السديدة، من أجل بلورة رؤية مشتركة تساعد في إنجاز العمل المهم الذي يفسح في المجال أمام انعقاد القمة المرتقبة في أجواء يسودها الوئام».
بدوره، أشار السفير السوداني الى وجود «إشارات إيجابية وتطورات جديدة في الساحة اللبنانية، وهو ما يعني وجود فرصة كبيرة لاستئناف المساعي العربية من جديد»، لافتاً الى احتمال حضور الأمين العام للجامعة العربية والموفد الرئاسي السوداني الى بيروت لمواصلة المساعي، من دون أن يحدّد موعداً زمنياً لحضورهما «الإيجابي».
في إطار آخر، استقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق اليــــــــــــاس سابا الذي أوضح، بعد اللقــــــــــاء، أنه عرض مع لحود نتائج «مؤتمر باريس ــ 3»، مشيراً الى أنه (أي لحود) توقف باستهجان عند الكلام الذي صدر قبل انعقاد المؤتمر عن بعض المسؤولين، والذي يرى أنه في حال عدم انعقاد المؤتمر فإن الدولة ستعجز عن دفع رواتب الموظفين، مؤكداً أن هذا الكلام «غير صحيح وغير مسؤول، وهو يندرج في خانة التهويل على الناس».
واستقبـــــــــل لحود الرئيس العام السابق للرهبنـــــــة اللبنانية المارونية الأباتي اثناسيــــــــوس جلــــــــــخ يرافقه الأب مــــــــــارون قدوم، وتداول معهما عدداً من شؤون الرهبنة في لبنان. ثم التقى النائبة السابقة مهى الخوري أسعد التي شكرته على مواساة العائلة بوفاة زوجها فيليكس أسعد. واستقبل الشاعر والمفكر ميشال جحا.
(وطنية)