دان «تكتل التغيير والإصلاح» عودة السلاح الميليشياوي إلى الظهور تحت غطاء السلطة، واستخدامه ضد المواطنين العزّل»، وحذّر من «ضلوع حكومة الأمر الواقع وميليشياتها في مخطط يهدف إلى إشعال الفتنة والعودة إلى الحرب الأهلية»
تساءل تكتل «التغيير والاصلاح» في بيان تلاه النائب ابراهيم كنعان، عقب اجتماعه برئاسة النائب ميشال عون أمس «هل تعطيل الدولة واغتصاب دور الجيش والقوى الأمنية واستعادة أجواء الحرب الأهلية لا تصب في خانة مخططات التوطين والتقسيم التي لطالما حذرنا منها؟». ودعا من لديه ضمانات لطمأنة اللبنانيين في هذا الشأن، إلى تقديمها. ورأى أنّ التوجه الذي أظهرته الحكومة بإطلاق ميليشياتها النار على المضربين الثلاثاء الماضي وعلى طلاب الجامعة العربية الخميس الفائت، يؤكد سقوط آخر مظاهر الشرعية والدستورية والميثاقية عنها ويضعها في خانة العاملين لمصلحة إسقاط الدولة.
وأكد التكتل وقوفه والمعارضة الوطنية للتصدي لمحاولات إثارة كل أشكال الفتن الطائفية والمذهبية والفئوية بين اللبنانيين منعاً لعودة عصر الميليشيات التي قادت لبنان إلى الحروب الداخلية والأهلية. وجدد «موقفه الإيجابي من كل المساعي، العربية وغير العربية، التي تهدف إلى المساعدة في إيجاد مخرج من الأزمة المتفاقمة التي بلغت خط الانفجار»، لكنه لفت إلى «أنّ أي تسوية لن يكتب لها النجاح والثبات إلاّ إذا قامت على أرضية وفاقية وطنية داخلية، بدأ التأسيس لها عبر ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله التي مثلت في حينها نقطة الوسط في دائرة الوفاق الوطني الأوسع المنشود الذي يشمل الجميع ولا يستثني أو يعزل أحداً». كما أكد التكتل «أن الدعوات إلى الحوار التي يلجأ إليّها البعض موسمياً أو وفق حاجته كلما وجد نفسه في المأزق أو ساعياً إلى المزايدات والتضليل، لا تستقيم مع توصيفه كل مطلب لبناني داخلي ترفعه المعارضة بأنّه مرتبط بقرارٍ خارجي إيراني أو سوري أو غير ذلك». وثمّن عالياً «ما أظهره الشعب اللبناني في مختلف المناطق من جهوزية واندفاع وإصرار على إحقاق الحق، وخصوصاً ما تحلىّ به من انضباط ورفض الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الداخلي»، وذكّر التكتل «حكومة الأمر الواقع، ولا سيما وزيري الداخلية والعدل، بأن التقاعس عن كشف مرتكبي جرائم الاغتيال، وآخرها جريمة اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل، الذي قد يكون متعمداً، لن يحملنا على التناسي أو النسيان في انتظار أن تأتي جريمة أخرى جديدة تغطي مسلسل الجريمة والتقاعس السلطوي عن كشف أيٍّ منها».
وسأل كنعان عن سبب التأخير في توقيع وتطبيق الميثاق الذي حمله المطارنة الموارنة في جولتهم الأخيرة. وذكّر «من نسوا» أن إلغاء أي طرف أو محاولة إلغائه على الساحة المسيحية تحديداً أو اللبنانية، سيؤدي الى إلغاء السيادة اللبنانية والديموقراطية في لبنان. ودعا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى التزام ميثاق الشرف الذي بادر به سيد بكركي.
وأكد «أن آلية عمل المعارضة ستكون متناغمة مع ما تقوله، خصوصاً من حيث الحفاظ على الاستقرار، وعدم الانجرار الى الفتنة الداخلية»، لافتاً الى «أن ناشطي التيار برهنوا عن هذا الأمر بعد تعرّضهم في الأيام السابقة الى أبشع أنواع الممارسات وتزوير الحقائق، وتعديات على معنوياتهم وشخصهم». وذكر بأن شباب التيار أصرّوا على رفع العلم اللبناني طوال السنوات الماضية، ودفعوا ثمناً باهظاً.
ورداً على النائب أنطوان زهرا، قال كنعان إنه «يبارك للزميل زهرا بهذا الإنجاز الكبير، المتمثل بهفوة صغيرة»، متوجهاً الى زهرا بالقول «إنّ العصيّ والسلاح والجرحى الموجودين في المستشفيات وهو يعرفهم، وكلّ الاعتداءات والتوقيفات التي تحصل الآن، لا أعتقد أنها يمكن أن توضع في مقياس صورة. كان الهدف من الصورة القول «انتبهوا هناك سلاح» والسلاح ظهر والرصاص أيضاً».
(الأخبار)