بنشعي – فيرّا يمّين
«جعجع يريد أن يؤكد للحريري وجنبلاط أنه ليس ضعيفاً في الشارع المسيحي»

«لن نسمح للقوات بجرّ الساحة المسيحية الى الفتنة، وهدر أي نقطة دم»، بهذه الكلمات ردّ منسق الشؤون السياسية في «تيار المردة» يوسف سعاده على محاولات «القوات اللبنانية» المتتالية لتصويب السهام على المعارضة في الشمال، عبر إطلاق الشائعات «التبريرية» التي تبرّئ ساحتهم وتنفي عنها صفتها «الميليشياوية» التاريخية. وبالتالي، رمي الكرة في ملعب المعارضة عموماً، والتيار خصوصاً.
في مقابل هذه الأجواء، وكونه مكلّفاً بفتح قنوات الحوار مع «القوات» بشخص النائب أنطوان زهرا، لجأ سعاده الى أرقام نتائج الانتخابات الأخيرة في معرض مسعاه الى «إنعاش ذاكرة» زهرا، خلال مؤتمر عقده في مقرّ «المردة» في بنشعي، موضحاً أن رئيس التيار الوزير السابق سليمان فرنجية «نال نسبة 78% من أصوات أبناء مدينة البترون، فيما حصل زهرا على 22% فقط». وبناءً على هذه المعطيات، شكّك سعاده فيما إذا كان زهرا يعرف البترون جيداً التي «تجاوبت مع دعوة المعارضة الى الإضراب، ما أزعجه وأغاظه، فتحدث عن انزعاج أهل البترون من الحضور الزغرتاوي»، مضيفاً: «لو أردنا الردّ بمنطق القوات نفسه، لسألنا عن عناصر تيار المستقبل في ضهر العين وكوسبا والبترون وجبيل ونهر الكلب».
وتطرّق سعاده الى حيثيات ما جرى يوم إضراب المعارضة، في ظل إصرار «المردة» على ضرورة عدم حصول أي مواجهة أو اصطدام مع أي جهة، شارحاً تفاصيل الأحداث بالقول: «لم يكن وارداً أن تعمد القوات الى تأدية دور الشرطي او المطاوع. وحين لمسنا أن الأمور تأخذ منحىً آخر، عبر وصول عناصر عديدة من القوات منذ صباح تحرّك المعارضة الباكر الى كوسبا، مستخدمين الرصاص والعصي، ناشدهم رئيس التيار فرنجية عدم اختلاق أي مواجهة، لأن الكل سيكون خاسراً. وفيما تجاوبت القوات كلامياً مع المناشدة، دفعت عملياً بعناصرها الى مختلف النقاط بنيّة الاعتداء. ثم توجّه القواتيون بقوة أكبر الى البترون في توقيت مريب، أي قبيل إنهاء الإضراب، فيما لم يكن بحسباننا ولا بحسبان القوة الأمنية التي خفّفت تعزيزاتها إمكان قدوم عناصر قواتية عبر طريق فرعية، ما سبّب حالة من الفوضى والاضطراب، أعقبها إطلاق نار أسفر عن سقوط قتيل قواتي».
وحمّل سعاده جعجع مسؤولية تصرفات «القوات»، معتبراً أن الأخير «يودّ تقديم صكّ براءة إلى حليفيه سعد الحريري وجنبلاط بما يؤكد لهما أن القوات ليست ضعيفة في الشارع المسيحي بخلاف ما يشاع»، إضافة الى أنه يريد «الفصل بين الدولة والجيش، وكأن الدولة بالنسبة إليه وزارات وعمال وموظفون، فيما الأمن هو الأمن الذاتي». وفي هذا الصدد، اكتفى سعاده بالتأكيد أن «هذا الجو لن يعود».
وفي ضوء هذه المعلومات، جدّد سعاده تأكيد التزام «المردة» كل ما تقرّره المعارضة من خطوات وتحرّكات، بعيداً عن أي مواجهة، لافتاً الى أن أي اعتداء على المعتصمين في وسط بيروت، كما يشاع، هو «بداية فتنة حقيقية تسعى اليها السلطة الحالية، غير أن الأمر لن يصل الى هذا الحدّ بوجود الجيش اللبناني الحريص على أمن الجميع، ونحن مطمئنون الى تدابيره».
كما أثنى على موقفي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه برّي اللذين «وأدا الفتنة، وكرّسا السلم الأهلي يوم الخميس الفائت».
وعلى هامش انعقاد المؤتمر، تسلم التيار صوراً تبيّن حادثة اعتداء ليلي بالكسر والخلع على محلّ في البترون، يملكه أحد أعضاء «المردة» فادي حنّوش الذي تقدّم بشكوى قانونية.
وكان أحد أعضاء التيار ميلاد بو نقولا هوجم، أول من أمس، في منزله في شكا من جانب عناصر من «القوات اللبنانية». في المقابل، تجنّب «المردة» الردّ، منعاً لأي «حال من الانقسام".