أكّد المرجع السيد محمد حسين فضل الله «أن من أعظم خطوط الإصلاح منع التقاتل الداخلي ورفض الفتنة بين المسلمين»، مشيراً الى «أن أول خطوة في حل مشاكلنا تتمثّل في الأخذ بأسباب الوحدة الإسلامية». ودعا في رسالة عاشوراء المسلمين إلى «التحرك كي يكونوا شركاء في القرار في قضايا العالم ويكفّوا عن وضع أنفسهم في هامش القرارات العالمية التي تتحرّك بها دوائر الاستكبار العالمي»، والسنّة والشيعة في لبنان الى «ألا يحوِّلوا الخلافات السياسية إلى مذهبية لأنّ ذلك لن يكون لمصلحة المسلمين السنّة ولا الشيعة، بل يؤدّي إلى إسقاط الروح الإسلاميّة وضياع المصير». ونبّه من «الذين يوظّفهم الاستكبار العالمي، سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم، ممّن يتحرّكون في خطوطه السياسيّة ويعملون على إثارة الفتنة في داخل المسلمين لأنّ نار الفتنة عندما تشتعل فإنّها تحرق الأخضر واليابس وتُسقط الهيكل على رؤوس الجميع». ورأى «أن المرحلة التي يمرّ فيها موسم عاشوراء من أدقّ المراحل وأخطرها، وهي مرحلة الفتنة الكبرى التي تتحرّك على امتداد العالمين العربي والإسلامي»، محذراً من «الفتنة التي تُحرّكها الولايات المتّحدة بين إيران وجيرانها في العالم العربي في خطّة لن يسلم منها حتى الدول العربيّة». وقال فضل الله «إنّ الوضع السياسي والأمني (اللبناني) يعيش حال اهتزاز من خلال الخطّة الأميركية والأوروبّية التي تتدخّل في الشؤون الداخليّة بالدرجة التي تمنع اللبنانيّين من أن يتّفقوا أو يصلوا إلى حلّ واقعيّ دستوريّ ميثاقيّ للأزمة». وقال: «المرحلة تفرض على المسلمين جميعاً أن يرجعوا إلى الخطوط الثقافيّة الحضاريّة الإسلاميّة التي تمنع المسلم من أن يعتدي على المسلم الآخر أو الإنسان الآخر مهما كان دينه لأنّ العدوان مرفوضٌ في الإسلام». وطالب المسلمين بتوجيه «جهودهم نحو الاحتلال سواء في العراق أو أفغانستان أو فلسطين»، قائلاً: «نفّسوا ضدّه أحقادكم الطارئة فيما بينكم وكونوا مقاومةً ضدّه على كلّ المستويات، واجعلوا خطوطكم تتحرّك مع الذين يحترمون دماء المسلمين ويقفون ضدّ الذين يكفّرون المسلمين ويستحلّون دماءهم».
قبلان: الأيدي الخبيثة افتعلت أحداث الخميس
وأعرب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في رسالة عاشوراء عن أمله «ان تفضي الاتصالات الإيرانية ــ السعودية إلى حلحلة على الساحة اللبنانية تؤدي الى تنفيس حال الاحتقان السائدة في لبنان»، داعياً «السياسيين في لبنان الى التعاطي بإيجابية مع هذه المساعي ومواكبتها بخطوات عملية تعيد الثقة المفقودة بين المعارضة والسلطة ليتصديا معاً للمؤامرة الخطيرة التي تحاك ضد لبنان لأن إسرائيل وحلفاءها يريدون الشر بلبنان، ويسعون الى بث الفتنة الشيطانية بين اللبنانيين».
وأشار الى «أن الأيدي الخبيثة التي تحرّكها دوائر الاستخبارات الإسرائيلية وحلفاؤها هي التي افتعلت الأحداث الأليمة في محيط الجامعة العربية بغية إثارة فتنة مذهبية وإدخال لبنان في دائرة الفوضى الهدامة التي تتخبط فيها المنطقة».
ورأى «ان البالونات الحرارية السامة عدوان إسرائيلي جديد على لبنان، يستكمل سلسلة الاعتداءات المتكررة والانتهاكات المتواترة للسيادة اللبنانية»، داعياً قوات «اليونيفيل الى تحمل مسؤولياتها في ردع العدوان على لبنان واتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة في حق العدوان الإسرائيلي».
ودعا رجال الدين الى «التبصر والتأمل بعمق في تطور الأحداث والتعاطي معها بحكمة وروية، وعدم الانجرار خلف الأهواء والمصالح الشخصية والنزعات المذهبية والتزام الخطاب الديني المعتدل الذي يحث على التعاون والتضامن بين المسلمين عموماً واللبنانيين خصوصاً».
(وطنية)