صيدا ــ خالد الغربي
استعادت صورة آلاف السيارات والحافلات التي عبرت مدينة صيدا للمشاركة في التحرّك الشعبي المعارض، مشهد الزحف الجنوبي في اتجاه مدن الجنوب وقراه في الرابع عشر من آب يوم توقف العدوان. لكن هذه المرة، كان الاتّجاه معاكساً.
وعاشت نقطة العبور عند الأولي الذي ما زالت أجزاؤه مدمرة بفعل العدوان زحمة لم تتوقف لأكثر من خمس عشرة ساعة، مع بدء الزحف منذ منتصف ليل أول من أمس، في ما بدا خطّة منظّمة من حزب الله لتحريك الكتل البشرية على دفعات متواترة، ربما لجس نبض ما ستكون عليه الطريق العام، ولا سيّما ساحل إقليم الخروب ونقطة الناعمة التي تردّد أنّ ثمّة اعتراضاً ربما يقوم به بعض مناصري قوى السلطة.
وقد حوّل الجيش اللبناني الطرق الرئيسة والساحات العامة والشوارع في مدينة صيدا الى «ثكنة عسكرية» حيث انتشر الجنود تدعمهم المصفّحات وناقلات جند. وبدا هذا الانتشار خطّة محكمة لمنع افتعال أي احتكاك، وخصوصاً مع توافر معلومات سابقة عن قطع الطريق عند مكسر العبد، فيما لو قررت الأكثرية المواجهة. وفي موازاة الأمن الممسوك من الجيش، لوحظت قلة التكليفات الأمنية لقوى الأمن الداخلي، ما خلا بعض المهمات.
وإذ حشد التنظيم الشعبي الناصري أنصاره ومحازبيه للمشاركة الفعالة، عمد تيار المستقبل إلى توزيع الأعلام اللبنانية على المنازل لرفعها استجابة لنداء الرئيس السنيورة برفع العلم اللبناني على الشرفات. وما لفت أيضاً أن العونيين في قرى شرق صيدا توجهوا في وقت مبكر لعدم الاصطدام مع أفراد القوات اللبنانية في القرى، كما قالت كلودي إندراوس.
ومع حبل الزاحفين الذي لا ينقطع، أمكن تسجيل آراء البعض. فقالت زينب حيدر «اليوم نحن نتوحد، وشو بدك أكثر من هيك وطنية ما نحنا اللي حررنا البلد»، بينما اختصرت نسرين جمعة مشاركتها بتوصيل رسالة إلى النائب وليد عيدو «استحي من هذا الحشد من وين بدك تجيب سلاح لتقتلهم كلهم؟»، أما محمد الزرغلي الذي انطلق مع عدد من أصدقائه من صيدا للمشاركة، فقال «مع احترامي للسيد سعد الحريري... أقول له اليوم سيتبين من هي الأكثرية».