ركّزت خطب الجمعة على الوضع اللبناني وتفاعله مع الأوضاع الإقليمية، ودعت السلطة إلى التجاوب مع مطالب المعارضة لإنقاذ البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها.وفي هذا الإطار، أكد المرجع السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة أن التقارير التي تقدم إلى الرئيس الأميركي جورج بوش، ولا سيما من سفارته هنا، عن أن المتشددين سبب العنف في لبنان، لا تمنحه الصورة الصحيحة «لأن الواقع في سياسته اللبنانية هو أنه ينظر إلى جانب معين من الصورة من خلال تقارير الجماعات التي تخضع لسياسته، ولا ينظر إلى اللبنانيين جميعاً الذين لا يزالون يستعيدون العدوان الإسرائيلي الذي شاركت فيه أميركا بأسلحتها وقنابلها العنقودية والمتطورة التي دمرت البنية التحتية للبنان، ما جعلهم يشعرون بأنها تمثل العدو ولا تمثل الصديق، وأن العنف الذي تبشر به ناتج من سياسة الفوضى البناءة التي خطط لها أركان الإدارة الأميركية، لا المتشددون المدافعون عن حرية لبنان وسلامته والرافضون لإدخاله تحت وصايتها الأمنية والسياسية.
وأشار إلى أنه «لن يتحقق الإنقاذ للدولة وللشعب من خلال تأييد هذا المحور الدولي أو الإقليمي، لأن كل محور يبحث عن مصالحه الخاصة في استغلال لتعقيدات الساحة اللبنانية التي فتحت مواقعها لكل الطامعين بالبلد، وخصوصاً أن هناك أكثر من خطة أميركية منفتحة على خطة إسرائيلية لتحريك أزمة المنطقة في الواقع اللبناني، وتوجيه أكثر من فريق سياسي داخلي نحو السقوط تحت تأثير الأوضاع الخارجية الخطيرة».
ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في خطبتة «أن الاعتصام الذي دعت اليه المعارضة، من مختلف الطوائف والمذاهب والاتجاهات السياسية في لبنان، هو للمطالبة بالإنصاف وبالتوافق وبالمشاركة، وعلينا أن نكون منصفين وعقلاء ونعطي لكل ذي حق حقه»، داعياً الحكومة الى «أن تتجاوب مع المعارضة وتسمع وتصغي إليها وتتشاور وتتحاور معها».
وقال: «قمنا بقمة روحية لنضع حداً للشقاق ونتقارب في ما بيننا، فاقترحنا الذهاب الى الرئيسين (نبيه) بري (وفؤاد)السنيورة، ولكن لقاءنا لم يثمر إلا خبراً وصورة في وسائل الإعلام». وتوجّه قبلان إلى القادة الدينيين، قائلاً: اليوم يومكم، اصرخوا وطالبوا بدون تحيز، واعدلوا وأنصفوا لأن الإنصاف يحل المشكلة، إيّاكم والظلم، نطالبكم بصدق أيها الناس والسياسيون وعلماء الدين المسيحيون والمسلمون، لبنان يجب أن يبقى واحداً موحداً مستقيماً، نحن ليس لدينا عداوة مع أحد، نحن ضد إسرائيل فقط التي تضمر لنا الشر. فنحن لا نضمر لأحد الشر، ونريد الخير لكل اللبنانيين.
بدوره، شدد رئيس هيئة علماء جبل عامل العلّامة الشيخ عفيف النابلسي على أن تأليف حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات مبكرة على أساس قانون عادل هما السبيل لاستعادة الاستقرار والوحدة الداخلية وإعادة الأمن ووضع حد نهائي لظاهرة التناحر والانشقاق ضمن صفوف اللبنانيين، معتبراً أنه «إذا كان من يمارس السياسة في لبنان يبدي حرصاً على الوطن، فعليه أن لا يتحول أداة في يد الأميركيين، ولا رافعة لمشروعهم في لبنان والمنطقة. فكل من ينفذ سياسة الأميركيين، إنما يساهم بيده في إشعال نيران الفتنة وفتح البلد أمام المجهول والفوضى».
(وطنية)