ما كادت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت تغادر بيروت أمس، حتى وصل إليها نظيرها الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وفيما أعلنت الأولى دعمها ودعم الأسرة الدولية لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، أعرب الثاني عن قلقه من «الوضع المتأزم» في لبنان
وكانت بيكيت قد أجرت محادثات مع الرئيس السنيورة أمس حضرها عن الجانب اللبناني وزير الثقافة والخارجية بالوكالة طارق متري، وعن الجانب البريطاني سفيرة بريطانيا لدى لبنان فرنسيس ماري غي، عقد بعدها مؤتمر صحافي مشترك، استهله متري شاكراً تقديم الوزيرة البريطانية تعازيها بفقدان الوزيرالشهيد بيار الجميل، موضحاً أن المباحثات شملت حديثاً مطولاً عن مشكلة الألغام والقنابل العنقودية التي خلفتها إسرائيل في جنوب لبنان، وشرحاً لخصائص لبنان وعمله ومؤسساته. كما أفاد متري بأن لبنان طلب من وزيرة الخارجية البريطانية الضغط على إسرائيل لاحترام قرارات الشرعية الدولية، وخصوصاً القرار 1701 لجهة خرق السيادة الجوية ومشكلة الغجر والأسرى والانسحاب من مزارع شبعا.
من جهتها قالت بيكيت إنها جاءت إلى لبنان لكي تقدم «الدعم لشعب لبنان وحكومته اللذين يواجهان هذه الصعوبات، وأيضاً لكي أنظر وأتطلع عن كثب للخطوات العملية التي حصلت من جراء قرارات الحكومة البريطانية، وأيضاً تقديم المساعدة لحل بعض المشاكل».
ورداً على سؤال عن التحركات الشعبية في الشارع، قالت: «إن لدى المتظاهرين أسبابهم للتظاهر وإن زيارتي كانت مقررة من ذي قبل، وكنت أود أن تكون الفرصة لكي أظهر الدعم للحكومة اللبنانية، وإن هذه الحكومة انتخبها الشعب اللبناني وإنها حكومة لديها السلطة الدستورية التي تعطيها إياها الانتخابات، لذلك أعتقد أن الأسرة الدولية تدعم الحكومة الدستورية، وهذا الأمر جيد وليس بسيئ».
وعن استعداد بلادها للمساعدة في الضغط على اسرائيل لتطبيق القرار 1701، والسبل التي سيتبعونها لدعم الحكومة اللبنانية، أجابت: «لقد كنا واضحين مع الحكومة الاسرائيلية في عدة مناسبات بأننا نود ان نضع حداً للخروق الجوية، وكذلك نريد ان نرى باقي بنود القرار 1701 وأن نرى الحكومة اللبنانية تملك سلطة السلاح الشرعية على أراضيها وعدم تدفق السلاح الى داخل لبنان».
وقيل لها بأن اسرائيل هي التي تنتهك هذا القرار، فردت قائلة: «لا يجب وضع اللوم دائماً على جهة واحدة».
وزارت بيكيت رئيس مجلس النواب نبيه بري وقالت بعد اللقاء انه «يجب بذل كل الطاقات لإعادة اعمار لبنان»، مؤكدة ان «ما يحتاج إليه لبنان هو إعادة اعمار سلمي».
هذا وقامت بيكيت، بجولة ميدانية على حقول الالغام في جنوب لبنان بعد ظهر امس وذكرت، بعد اطلاعها على سير العمل، في احد حقول الألغام في منطقة الاسماعيلية (قضاء صور): «ان بريطانيا قدمت 1.5 مليون جنيه إسترليني، للعمل على إزالة الألغام». وبذلك تكون المملكة المتحدة قد قدمت حوالى 2,782,000 جنيه استرليني لعمل نزع الالغام في لبنان خلال هذا العام.
وغادرت الوزيرة البريطانية بيروت مساء أمس منهية زيارة رسمية الى لبنان استغرقت يومين.
واستهل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لقاءاته باجتماع عقده مع الرئيس نبيه بري الذي اوضح للوزير الالماني «ان الذي يجري على الصعيد السياسي الداخلي اللبناني والذي يختصر بضرورة اقامة حكومة وحدة وطنية لا علاقة له مطلقاً بتقدير اللبنانيين كل اللبنانيين والجنوبيين خصوصاً لقوات «اليونيفيل» وتاريخ الجنوب والجنوبيين مع هذه القوات معلوم منذ اكثر من ربع قرن، وبالتالي غير مسموح ان يتاجر البعض بالقول ان ما يطرح داخلياً هو استهداف للقرار 1701 او لقوات اليونيفيل».
وقال الرئيس بري: مرة اخرى نقول إنه ما دامت هذه القوات ملتزمة القرار 1701 وفي اطار البند السادس وخارج اطار قوات متعددة وهي كذلك، فاللبنانيون عموماً والجنوبيون خصوصاً متمسكون بها أشد التمسك». وأعرب الوزير الالماني عن قلقه «من الوضع المتأزم في لبنان بعد مقتل الوزير بيار الجميل وبعد الصور التي رأيناها في الأيام الأخيرة في هذا البلد. وكما تعرفون فإنه بناء على هذا الوضع المتأزم حالياً فإن على القوى الموجودة في هذا البلد تحمل قسطها الهام من المسؤولية ولا مصلحة لأحد في الاخلال باستقرار هذا البلد».
وأضاف: «بالرغم من هذا الوضع الصعب فإن من مصلحة لبنان ومن مصلحة الجميع مساعدة لبنان من اجل الخروج من هذه المحنة من اجل لبنان قوي قادر على المحافظة على استقلاله وعدم التأثر بأية تأثيرات من التأثيرات الخارجية التي يمكن ان يتأثر بها. ولهذا فإن دول الاتحاد الاوروبي، ومنها المانيا تعمل ما بوسعها وتقدم ما عليها من اجل المحافظة على الاستمرار في وقف اطلاق النار، وثانياً من اجل المحافظة على استقلالية لبنان، ولهذا السبب يرابط جنود ألمان هنا في لبنان وفي السواحل اللبنانية وخصوصاً من البحرية».
وبعد مغادرته عين التينة، توجه وزير الخارجية الالماني الى السرايا الحكومية حيث عقد محادثات مع الرئيس السنيورة.
وكان شتاينماير فور وصوله الى مطار بيروت قد قام بوضع آلة «سكانر» في مبنى الشحن التابع للمطار، وهي واحدة من خمس آلات سلمتها الدولة الألمانية للبنان.
(الأخبار ـ وطنية)