جورج شاهين
عكس التصلب السياسي الذي أبداه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وحلفاؤه من جهة والمعارضة بكل اطيافها من جهة أخرى، حجم المأزق الذي وصلت إليه البلاد.
يأتي ذلك في وقت بدت فيه المبادرات العربية الخارجية التي شرع بها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالتزامن مع ما هو متوقع من تحركات لأكثر من وزير خارجية عربي ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، عاجزة عن الإتيان بمبادرة قابلة للتطبيق او للحياة.
وفي الوقت الذي لم تترك فيه المعارضة منصة تلفزيونية للإعلان عن مطالبها وخطواتها الضاغطة اللاحقة على وقع الحضور الشعبي، عبّر أحد اقطاب قرنة شهوان عن قراءته لما هو حاصل بالقول إن الصراع هو بين حماة الشرعية اللبنانية وحراس الدستور واتفاق الطائف من انصار ثورة الارز من جهة، والمتضررين من القرارات الدولية ولا سيما القرار 1559 الذي اخرج السوريون من لبنان والقرار 1644 الذي شكلت بموجبه المحكمة الدولية والقرار 1701 الذي اخرج الإيرانيين من شرق البحر المتوسط، وأقفل الجنوب اللبناني امام الحرس الثوري الايراني ضباطاً وعناصر ورماة صواريخ على انواعها البرية والبحرية والجوية من جهة اخرى.
على هذه الخلفية يرى هذا القطب ــ وهو الاكثر تصلباً في القرنة ــ عبر “الأخبار” “ان الحرس الثوري الايراني هو الذي يطوق حكومة لبنان الشرعية المحاصرة في السرايا الكبيرة، وهو الذي يمول المعتصمين صباحاً وظهراً ومساء، ويوفر لهم كل حاجاتهم اللوجستية التي تتيح لهم الصمود الى ما لانهاية”.
وأضاف: “لا ارى مسيحياً في ساحة الشهداء. أرى تجمعاً شيعياً ايرانياً ضاعت في زحمتهم مجموعات صغيرة مسيحية ودرزية وسنية، ذلك أن حجم التحالف القائم بين التيار الوطني الحر وتيار المردة والامير طلال ارسلان وجزء من “المرابطون” و“حزب الله” وحركة “امل” من جهة وسوريا وايران من جهة اخرى، لا يشبه التحالف في حال حصوله بين الصين وايران، ولا بين الهند وباكستان، بل يشبه مشاركتي انا الدرويش وآل الحريري المليارات من الدولارات! وليس في الامر شيء غريب، فلم ينفكّ خطباء ساحتي رياض الصلح والشهداء امس وقبله، عن تأكيد تحالفهم مع ايران وسوريا، لكنهم لم يشرحوا لنا اين التوازن المطلوب بين حليفين ليكون هذا التحالف بين ندين لا بين تابع ومتبوع.
ورداً على سؤال عن اقامة التوازن في النظرة الى مكامن قوة الطرفين وتحديد حجم القوى المساندة للحكومة الشرعية قال: “لا أنكر حجم الدعم الدولي للحكومة، فالمشكلة خارجية، ولبنان بات ساحة للصراع المحتدم في المنطقة بين الحلف السوري ــ الايراني لجهة والحلف الدولي لجهة اخرى في ظل فقدان توازن القوة بينهما».
وتابع: «لذلــــــك ارى ان الطائفـــــــــــة الشيعيــــــــــة تخوض آخر التجارب والمغامرات الفاشلة التي خاضتها الطوائف الاخرى، وأولها المسيحيون، فبشير الجميل تعهد ما لا قدرة له عليه فدفــــــــــع ثمـــــــــناً غاليـــــــــاً ومعـــــــــه المسيحيون الذين عاشوا بعد ذلك سنــــــــوات من الاحبــــــــاط. والسنّة كذلك عندما اعتبروا ان السلاح الفلسطيني سلاح طائفتهم فدفعوا ثمناً مماثلاً وانتهوا الى ما انتهوا إليه بعد الخروج الفلسطيني من لبنان”.
وعن المشاريع البديلة من هذه المعادلات قال القطب: “هناك اتفاق الطائف الذي رسم حدوداً للصلاحيات، وحذار تجاوزه من اي طرف كان، وواجب الجميع العودة اليه مهما كان الثمن. فاذا كانت المقاومة قد صمدت في وجه اسرائيل فهل يحق لها ان تطلب من الدولة اللبنانية ثمنــــــــــاً لم تعطها اياه عواصم القرار التي تحمي الشرعية اللبنانية وتناصر حكومة السنيورة؟.