strong>غسان سعود
«اليوم، نزل التيار على الأرض. انطلقنا. وكان قد سبق أن قلنا إن مرور أول يومين على خير سيسمح لنا بتفعيل حضورنا وتضخيمه. اليوم، بيّّضها التيار». هكذا يختصر المنسق العام للتيار الوطني الحر الدكتور بيار رفول حضور العونيين أمس في وسط بيروت. أما أنطوان مخيبر، أمين سر التيار، فكان منذ صباح أمس مشغولاً بالتفاصيل التنظيمية تحضيراً للقداس الذي دعا إليه التيار على نية لبنان والشعب اللبناني في كاتدرائية مار جاورجيوس في ساحة الشهداء.
وفي التفاصيل، تلاقى بين 1500 و2000 سيارة وباص على أوتوستراد ساحل المتن بين جل الديب ونهر الموت. وكانوا، بحسب طانيوس حبيقة، أحد قياديي التيار في المتن، جاهزين للانطلاق منذ الساعة العاشرة لكنهم آثروا انتظار الجموع الكبيرة التي وفدت من كسروان وجبيل ومختلف مناطق الشمال. وبحسب حبيقة، في المتن أكثر من ألف ناشط جاهزين للتحرك في أية ثانية يطلب منهم ذلك. وعلى صعيد الاستفزازات، أكد حبيقة أن وجود التيار الواسع في المتن مكّنه من استعادة المبادرة وفرض احترامه على الآخرين. بين المتن وبيروت، بدا أن تكتل التغيير والإصلاح لم يطلب بعد من حزب الطاشناق، البدء بحشد مناصريه للمشاركة في الاعتصام. علماً بأن الحزب المذكور، بحسب مصادر التيار، يستطيع حشد قرابة خمسة عشر ألف ملتزم في أقل من ثمان وأربعين ساعة.
بالعودة إلى الساحة، احتضان الرئيس سليمان فرنجية للعونيين في بداية التسعينيات بعدما تخلى عنهم العالم، كما يقولون، تُرجم أمس بعلاقة حميمة وتداخل في الولاءات بين تياري الوطني الحر والمردة، اللذين حضرا بجموع مميزة ضمت هذه المرة كثيرين من المتقدمين في السن. وكان راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر قد ترأس القداس الذي حضره النواب: إدغار معلوف، شامل موزايا، وليد خوري، يوسف خليل، ابراهيم كنعان، عباس هاشم، نبيل نقولا، ومروان فارس، وحشد من قياديي «حزب الله» وحركة «أمل». وقال مطر إن السيدة العذراء كانت ستقول للبنانيين، لو أتيح لها مخاطبتهم: «خذوني أماً واجمعوا صفوفكم وتفاهموا، كلكم إخوة وأبناء لوطن واحد».
انتهى القداس، وخرج المصلون ليفاجأوا باستنفار بعض العاملين في المؤسسة اللبنانية للإرسال الذين قالوا إن الدكتور بيار رفول تعرض لهم بالشتيمة وطردهم. فيما أوضح رفول لـ«الأخبار» أن مراسل المؤسسة اللبنانية للإرسال كان يوقف الداخلين إلى الكنيسة لسؤالهم عن طائفتهم، وأحد هؤلاء يُدعى إيلي مخايل وهو شقيق لعسكريين استشهدا في عمشيت بمعارك بين الجيش والقوات اللبنانية. وحين أجابه مخايل أنه مسيحي، طلب منه إبراز هويته. الأمر الذي أثار استفزاز مخايل وآخرين. ودفع رفول للتدخل والطلب من مراسل اللبنانية للارسال وقف المهزلة، بحسب وصفه.
الثانية ظهراً، يتوزع نواب التيار بين الخيم. يبدو واضحاً أن التيار انتشر بكثافة في ساحة الشهداء. هنا كل مجموعة جامعية نصبت خيمتها وفقاً للكليات والجامعات، وعدد هذه بلغ أمس قرابة أربعين خيمة، تضاف إلى خمس وسبعين خيمة عونية وزعت بحسب المناطق. يشغل العونيون بالافتخار بتكذيبهم ادعاءات «الغالبية الوهمية» عن انحسار شعبية التيار، بالوقائع والأرقام. والكل كان يسأل «متى لحق إخواننا الشيعة تعلّم قانون الإيمان؟».
يحتفلون إلى جانب المردة بخطاب «عمود النصارى سليمان فرنجية»، بحسب أحد العونيين. وقبل أن يهبط الليل، يصفق العونيون لرجل كانوا حتى الأمس يكرهونه كثيراً، رجلٌ قال أمس «نحن الحجير وعيترون والخيام وأنتم سقّايين الشاي في مرجعيون، نحن تحالف المبادئ والعز والشموخ وأنتم تحالف ميليشيات القتل والمال المنهوب». وخاطب الرئيس السنيورة: «تبكي على مصالح الناس، يا ناهب اموال الناس طوال خمس عشرة سنة، يا عيب الشوم عليك، الحد الادنى ثلاثماية الف، يصرفهم ابنك بساعة» قبل أن ينشد شعراً للأخطل الصغير مثيراً في العونيين حماسة قل نظيرها، دفعت بعضهم إلى البحث عن صوره... صور وئام وهّاب.