strong>نادر فوز
شيّعت «المعارضة اللبنانية» وحركة أمل الشهيد أحمد محمود الذي سقط مساء الأحد الفائت برصاص مسلحين في منطقة قصقص، في حضور نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ووزراء حزب الله وحركة أمل المستقيلين محمد فنيش وطلال الساحلي وطراد حماده والنواب محمد رعد وعلي بزي وعبد اللطيف الزين ومحمد حيدر وأيوب حميّد وعلي عمّار وحسن فضل الله وقاسم هاشم، إضافةً إلى النائبين نبيل نقولا وعباس هاشم ممثلين عن التيار الوطني الحر.
ودعا قبلان خلال التشييع إلى وأد الفتنة، متسائلاً لماذا الاختلاف «بين السنة والشيعة وبين المسيحيين والمسلمين» ما دمنا قد «اتفقنا على حرب اسرائيل وعلى عداء اسرائيل». وذكّر بالقمة الروحية التي عقدت الأسبوع الماضي فقال «منهم من عبّر عنها بلا روح. نقول لهم نعم بروح وجسد واحد لا فرق بين سني وشيعي ودرزي، لذلك أقول حرام وحرام الاقتتال اللبناني». وختم قبلان كلمته «سبونا وحاصرونا وظلمونا ونقول لهم سامحكم الله»، ودعا إلى تقديم وردة بيضاء لا حمراء إلى قتلة محمود «لأجل أن يبقى لبنان لكل بنيه».
وألقى النائب أيوب حميّد كلمة حركة أمل حيث شدد فيها على ضرورة توحّد الجميع «ليكونوا شركاء لكي نصنع لبنان، لبنان الممانع والمقاوم والصامد والقادر على مواجهة الرياح التي تأتي من الخارج»، داعياً «الشركاء في المواطنية» إلى ألا يغترّوا «بالاتصالات الهاتفية وبمن يحرضونكم على الاستمرار في مواقف التشنج والرفض للمشاركة»، وقال: «نحن أولى بأن نكون وإياكم يداً واحدةً، شركاء في الهم وفي حمل المسؤولية وشركاء لنبني الغد. لا تخافوا ولا تقلقوا، نحن لكم أقرب من حبل الوريد. نحن أقرب اليكم ممن يجدون اليوم فرصة للنيل منكم ومن استقلالكم لمآربهم وفي اطار مخططاتهم». ولفت حميّد إلى أنّ التحرك المعارض الحاصل اليوم في بيروت تحرك حضاري وإنساني في ظل القانون ومن أجل سيادة القانون، لا من أجل أولئك الذين يخرقون القانون والدستور كل يوم». ودعا إلى ضبط الأعصاب في هذه الأوقات الصعبة قائلاً «سنعض على الجرح».
وألقى النائب نبيل نقولا كلمة التيار الوطني الحر فقدّم التعازي باسم النائب ميشال عون، لافتاً إلى ضرورة المسامحة من أجل بناء لبنان «الواحد الموحد، ونحن كشعب لبناني سنسامحهم، لأننا لا نقدر على بناء الوطن بالأحقاد». وحذر من الوقوع «في أحضان السفارات مثلما يريدون لأن الجهات الأجنبية تريد وطناً لفئة واحدة لا لكل اللبنانيين».
وبينما كانت دعوات التهدئة ورصّ صفوف اللبنانيين تنطلق من داخل حسينية «روضة الشهيدين»، كانت الأجواء المحيطة تعكس الحالة الشعبية الغاضبة في منطقة الشياح؛ «الموت للسنيورة»، «وحياتك أحمد محمود عالسرايا بدنا نفوت»، «اليهود اليهود قتلوا أحمد محمود»، «رأس الأفعى السنيورة»، «عهداً عهداً يا شهيد عن طريقك لا نحيد»، وهتافات أخرى أطلقها المشيّعون.
بعد رحلة أخيرة إلى ساحة الاعتصام، عاد جثمان الشهيد إلى «روضة الشهيدين» عند الواحدة ظهراً. حُمل على الأكف وأدخل ليصلّى عليه وسط الزغاريد ونثر الورود والأرز.
بين «يا حيف عالشباب» و«علي علي علي»، جلس شاب على الرصيف المجاور لـ«الروضة»، حمل صورة أحمد وأجهش في البكاء. إحدى أخوات «العريس» حُملت على كرسي بعدما أغمي عليها. خلف موكب الحشد بدت الأجواء أكثر هدوءاً، إذ اكتفت «الأخوات» بترداد بعض الهتافات الداعية لإسقاط الحكومة والسلطة. وكان اللافت غياب القوى الأمنية تماماً، باستثناء عدد من عناصر الجيش في قصقص وشاتيلا.