رأى المبعوث الشخصي للرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل «أن أسس الحل في لبنان تقوم على تأليف حكومة وحدة وطنية وسحب الحوار من الشارع الى قبة البرلمان» موضحاً أنه يستكمل مسعى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تقليص الهوة وإمكان ايجاد حل للأزمة اللبنانية».جال اسماعيل، الذي وصل الى بيروت أمس، على الرؤساء اميل لحود ،نبيه بري وفؤاد السنيورة، والرئيس الاعلى لحزب الكتائب أمين الجميل ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري.
وأبلغ لحود اسماعيل، دعمه لأي تحرك عربي يهدف الى انهاء الازمة الراهنة في البلاد، مؤكداً «ان لبنان لا يقوم الا بوحدة ابنائه وبتضامنهم» معتبراً أن «تأليف حكومة وحدة وطنية سيعبّر بأمانة عن وحدة اللبنانيين ويعيد تحصين الوفاق الوطني ومسيرة السلم الاهلي». وأكد «ان توافق اللبنانيين فيما بينهم هو الطريق الوحيد لتحقيق الخلاص، وبالتالي فإن أي تدخل خارجي، ولا سيما من الولايات المتحدة الاميركية والرئيس الفرنسي جاك شيراك، من شأنه أن يعرقل كل الجهود المبذولة لإنهاء الوضع الشاذ الذي يعيشه لبنان حالياً». وجدّد التأكيد أن المهمة الاولى للحكومة الجديدة هي بت موضوع المحكمة الدولية ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية، وإجراء هذه الانتخابات في اسرع وقت ممكن لينتخب مجلس النواب الجديد الرئيس المقبل للجمهورية في الموعد المحدد دستورياً.
وبعد اللقاء، أعلن اسماعيل أنه نقل رسالة شفهية من الرئيس عمر حسن البشير رئيس القمة العربية الى الرئيس لحود «عبّرت عن قلقه من تطورات الاحداث في لبنان، وأهمية أن تعمل جميع المؤسسات والفاعليات فيه لمحاصرة هذا التصعيد، ونقل الحوار الى داخل القاعات وتحت قبة البرلمان، والوصول ايضاً الى حكومة موسعة تضم الفاعليات السياسية. وعبّر الرئيس البشير عن ثقته بأن القادة اللبنانيين هم الأقدر على معالجة هذا الموضوع. لكن يظل السودان والدول العربية على استعداد لتقديم ما هو ممكن حتى ندفع بهذه التفاهمات الى الامام».
وأضاف: «لقد تميز اللقاء مع الرئيس لحود بالصراحة والتحليل الواضح لتطورات الاوضاع داخل لبنان، وأهمية الحوار والوصول الى تفاهم. وحرصت على أن أستمع منه الى بعض الأفكار التي طرحتها والتي سأنقلها الى القادة اللبنانيين الذين سألتقيهم اليوم، آمل ان تسهم في تقريب وجهات النظر، وإحداث ولو خطوة الى الامام تخفف من حدة التوتر وتعطي املاً بأننا نمضي في الاتجاه الصحيح» لافتاً الى أن «هناك قلقاً وخوفاً لدى جميع الأفرقاء اللبنانيين من أن تتطور الاحداث الى الأسوأ. وثمة توافق على أن الافضل هو نقل الحوار من الشارع الى البرلمان، وأهمية توسيع الحكومة، وأن تكون هناك مشاركة فاعلة من قوى المعارضة فيها».
وأشار الى «رجاء من الرئيس السوداني البشير بأن يبادر الرئيس بري بالدعوة الى الحوار مرة اخرى مهما كانت العقبات، ومهما كانت المصاعب».
ورأى «أن لقاء الرئيس أمين الجميل مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله كان لقاء مهماً» معرباً عن اعتقاده بأنه سيكون للرئيس الجميل «دور مهم في تهدئة الأوضاع والعودة بلبنان الى الوضع الطبيعي والانطلاق الى الأمام من خلال هذا القبول الموجود بين الرئيس الجميل والمجموعة المعارضة، وبين الرئيس الجميل وحلفائه في حركة 14 آذار».
وردّاً على سؤال قال: «إذا وجدنا أن هناك دوراً مفيداً يمكن أن تؤديه سوريا فمن دون شك يمكن أن أتوجه عندها الى سوريا».
وأشار الى «أن الاصطفاف في لبنان يختلف عنه في العراق، فهو في العراق طائفي بينما الاصطفاف في لبنان هو سياسي، وليس هناك تخوف من عرقنة». لكنه لفت الى أن : «الحوار في الشارع، على الرغم من انه حق ديموقراطي، غير مأمون العواقب وخصوصاً في هذه الظروف التي تعيشها الأمة العربية، والاوضاع التي من حول لبنان سواء أكان في العراق ام في سوريا».