فاتن الحاج
حمّلت مديرة الأخبار في تلفزيون الجديد «NEW TV» مريم البسام فضل الله الطلاب مسؤولية الارتقاء بشعارات الاعتصام من الإسفاف إلى الإبداع، والاستفادة من التجربة الميدانية الفريدة عبر قراءة واعية للواقع السياسي في الساحتين والسرايا الحكومية. فالشباب، كما قالت، مطالب بتقديم نموذج مختلف عن السياسيين، وعدم إعطاء صورة سيئة عنهم وعن انتمائهم السياسي وطائفتهم.
استضافت أمس خيمة الأنشطة الشبابية في ساحة رياض الصلح البسام، في لقاء مفتوح شارك فيه طلاب من الجامعة اللبنانية. وقد طغى على الحوار دور الإعلامي ومسؤولية المؤسسات في التعاطي مع المرحلة والحدث.
بداية، توقفت البسام عند تجربة التحرك التي تصقل شخصية الشباب وتنمي روحهم النضالية، فيما لو استطاعوا اقتناص فرصة الاستفادة من التنوع الحزبي، إذ «يشهد لبنان للمرة الأولى تنوعاً في النشاطات غير المحصورة بحزب أو لون». واشترطت أهمية التوازن بين المشاركة وعدم تعطيل الصروح الجامعية. كما دعت البسام إلى الرد على الاستخفاف بوعي الشباب بتقديم نموذج راق لا «يستنسخ» أقوال السياسيين. وقالت: «أتفهم أن يعتلي أحد السياسيين المنبر ويقول كلاماً كبيراً، لكنني لا أستطيع أن أقبل سماع السباب والشتائم من الشباب المطالبين بأفكار خلّاقة ومبدعة».
سأل أحد الطلاب المشاركين عن دور الإعلام في هذه المرحلة، فرأت البسام «أنّ المطلوب اختراع المفردات التي تعكس الواقع من دون أن تؤذي، ولا ينبغي أن نخاف ما دام لدينا الحق في الكلام». وتحدثت، في هذا الإطار، عن تقصير المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع الذي لا يتحرك إلا بإيعاز، فهو نائم ومغيب، فيما تعكس وسائل الإعلام واقعاً سياسياً وتتحول إلى أدوات لصراعات السياسيين. وتوضح: «اننا في تلفزيون الجديد نحاول التلطيف والتخفيف من الاحتقان الطائفي، وما نبثه أقل بكثير مما لا نبثه».
ترفض البسام تركيز أحد الطلاب على موضوعية الإعلامي بالقول: «كيف نستطيع أن نكون موضوعيين ونحن ننقل صور الحرب والمجازر، وهل من المنطقي ألا نلفت الانتباه إلى أن فئة سياسية معينة أعطت ضمانات للخارج، وماذا عن اجتماعات السفارة الأميركية». وفيما رأت أنّ الفرز قد يكون إيجابياً في بعض المواقع لإبراز أصحاب الحق والقضية، انتقدت مهنية تلفزيون المنار، رداً على إحدى الطالبات التي تساءلت إذا كانت المحطة خرجت عن حقها الطبيعي في نقل الحدث.