ج. س.
اليوم هو العدد مئة من «الأخبار» في حلّتها الجديدة. إن نظرة إلى العدد 99، إلى الصفحة الثانية مثلاً، إلى الخطأ التقني «الوارد» فيها، إن نظرة كهذه تقودنا فوراً إلى المطالبة بتمديد فترة السماح.
مئة عدد ليست كافية للحكم على مطبوعة يومية. إلا أن في إمكانها أن تعطي فكرة عن الوجهة العامة بحسناتها وسيئاتها.
ما يجب قوله، بادئ ذي بدء، هو أن الجريدة احتلّت مكاناً لها في المشهد الإعلامي. التوزيع ميّال إلى أن يكون جيداً. كذلك الاشتراكات. وما نشهده هو تصاعد مستمرّ يوحي أننا سنزيد من تجاوز توقعاتنا لناحية الانتشار وتوقعات أصدقاء استشرناهم عشيّة الصدور. إلا أن التوزيع وحده قد لا يكون معياراً. فاحتلال موقع إعلامي يعني، أيضاً، احتلال موقع في المشهد السياسي العام. وفي تقديرنا أن هذا حاصل. كنا نتمنى أن يحصل عبر المزج الناجح بين الموقف والقدر المطلوب والمتاح من الموضوعية. ونملك شجاعة الاعتراف بأن الموقف لعب لمصلحتنا (وضدنا بالنسبة إلى البعض) أكثر ممّا لعب نجاحنا في ضبط الانفعالات، الانفعالات المصاحبة لصحيفة تولد في ظروف تشهد مثل هذا الاستقطاب.
نستنتج من ذلك أن هناك ما يجب علينا القيام به. وسنفعل.
نتساءل أحياناً، ويتساءل قراء، عن كثرة التوضيحات التي ننشرها والردود التي نتولّى، أحياناً، الرد عليها. السبب واضح في رأينا. إنه ناتج عن أننا نغامر ونطأ أرضاً يراد للإعلام ألاّ يدخلها. ولقد ثبت، غير مرّة، أن الردود مسيّسة إلى أبعد حد ومحشوّة بقدر لا بأس به من الشتائم. ولقد حصل أن زعيماً سياسياً هاجم «الأخبار» انطلاقاً من عنوان لمقال بينما متن المقال مخالف للاتهام الذي ساقه هذا القارئ النهم.
ما يفترض أن يعرفه المواطن هو أن «الأخبار» تتعرّض لنوع من الحصار. إن كثيرين من الذين نعرف أنهم يقرأونها ويهاجمونها أبلغونا، رسمياً، أنهم يرفضون صلة مهنيّة بهم تسمح لنا بعرض وجهة نظرهم. وفي الإمكان تقديم أمثلة عديدة عن كتّاب امتنعوا عن المساهمة لمجرد أن رأيهم مخالف لرأي ينسبونه إلى الجريدة. ومع ذلك تستمر المحاولة ولا بد لها، في النهاية، من أن تنجح.
مئة يوم صعبة. مئة يوم من الحياة السياسية المشدودة والسجالات الحادّة. مئة يوم من الصدور الذي نملك حياله تقويماً نقدياً لا يخلو من قسوة. لكن المفرح، أكثر من غيره، هو امتداد «الأخبار» على مساحة الوطن والنجاح المتنامي لموقعها الالكتروني في اجتذاب القراء اللبنانيين والعرب.