لاقى خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، أول من أمس، ردود فعل انقسمت بين معارضة لمضمونه، لم تخف قلقها حيال الاعتبارات المتصلة بالهجوم الذي شنّه على قوى «الأكثرية» وبمسألة المحكمة الدولية، وبين مؤيدة رأت أنّه «مفصلي يؤسّس لمرحلة جديدة في مواجهة تحالف السلطة».فقد رأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية جان أوغاسبيان أن الخطاب «لم يتطرق الى مسألة المحكمة الدولية»، متمنياً «لو كان أكثر انفتاحاً وأكثر قابلية لإيجاد مناخات العودة الى طاولة الحوار».
وردّ النائب أنطوان اندراوس على الخطاب بالقول: «أطلّ علينا (نصر الله) بخطاب إلهي بعد الحرب الإلهية والنصر الإلهي، يخوّن ويهدّد ويتوعّد»، معتبراً أنه «رئيس حزب ليس إلا، وتابع لإيران سياسياً وأمنياً، ومن يتلقّ منها الأوامر الإلهية فليتق الله».
ودعا النائب وائل أبو فاعور الى «الكف عن مواقف التخوين والتشكيك»، مضيفاً: «بعد الكلام الذي سمعناه، لا تعترينا أي عقدة ذنب، فعروبتنا سابقة لعروبة الكثيرين ووطنيتنا سابقة لوطنية الكثيرين. واذا كنا نقدّر تضحيات كل القوى السياسية في البلاد، فلا نرضى أن يتطاول أحد علينا».
ورأى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الخطاب، بلهجته ونبرته وطريقة توجّهه، «غير مقبول»، معتبراً أن تعابيره كانت «غير ديموقراطية». ورافضاً الاتهام الموجّه إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، مجدّداً التأكيد أن «قوى 14 آذار لن تعطي الثلث المعطّل بوجود رئيس الجمهورية الحالي».
في المقابل، وصف رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» بـ«المفصلي، ويؤسّس لمرحلة جديدة في مواجهة تحالف السلطة»، مؤكداً أنه «قطع الطريق على الطائفيين والمذهبيين، وأسقط حججهم».
ورحّب النائب بطرس حرب بما تضمنته كلمة السيد نصر الله من «تأكيد على أنه لن تكون في لبنان فتنة أو حرب طائفية أو مذهبية أو أهلية»، مستغرباً ما تضمّنته من «اتهامات خطيرة بحق بعض 14 آذار ورئيس الحكومة وأحد الأجهزة الأمنية»، داعياً النيابة العامة التمييزية إلى «اعتبار كلام السيد إخباراً قضائياً، وفتح تحقيق في شأن ما تضمنه من اتهامات لمعرفة مدى صحتها». وأيّد الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود ما ورد في الخطاب، وخصوصاً لجهة «رفض الفتنة والمذهبية، واعتبار الحرب الأهلية خطاً أحمر».
ولم يستغرب مركز بيروت للتنمية الحضارية «تورّط بعض سياسيي ووزراء 14 شباط مع إدارة بوش»، بعدما «أهدى ممثلو تيارات الحكومة الحالية رمز لبنان للصهيوني (جون) بولتون».
(وطنية)