strong>عساف أبو رحال ــ آمال خليل
لبّى أهالي القرى الجنوبية دعوة المعارضة إلى المشاركة في اعتصامات اليوم العاشر في وسط العاصمة بيروت، والتي تمثّلت بحشود بشرية لم يشهدها الجنوب اللبناني من قبل. وتأتي هذه المشاركة التي ضمت كافة شرائح المجتمع الجنوبي لا تلبية لدعوة المعارضة فقط، بل للتعبير عن الحس المتنامي لدى الأهالي لجهة التقصير الرسمي والحرمان المزمن الذي توّجته الحكومة الأخيرة بحجبها المساعدات وغياب خطط إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.
وشهدت ساحات قرى وبلدات حولا وميس الجبل وبليدا وعيترون والخيام وغيرها، تجمعات للأهالي مع ساعات الصباح الباكر، ما لبثت أن تحولت الى حشود كبيرة عجزت الحافلات السياحية عن نقلها، فكانت السيارات الخاصة البديل الآخر في الانتقال الى بيروت للمشاركة. وفي مرجعيون والقرى المجاورة، أتت المشاركة لافتة من خلال المواكب التي انطلقت على دفعات.
أمّا صور، فتحوّلت إلى مدينة مهجورة بعد انتهاء انطلاق المشاركين في تجمع المعارضة. ومنذ الصباح الباكر تدفق عشرات الآلاف من أنصار المعارضة الى وسط بيروت. وجنّدت مئات الحافلات لنقل المشاركين من نقاط التجمع في ساحات صور وقراها. وكان الطريق الممتد من البص عند مدخل صور وصولاً الى الزهراني قد حمل سيلاً بشرياً تظلله آلاف الألوان والأعلام اللبنانية والحزبية.
وكانت عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي التي انتشرت بكثافة على الطرقات، قد واكبت تحرك المواطنين. كما وضعت القوة الايطالية المشاركة في اطار اليونيفيل عدداً من النقاط المؤقتة على طول الطريق التي سلكها المشاركون وعملت على مراقبتهم.