عامر ملاعب
لم يخرج الاحتفال الذي أقامته قوى 14 آذار في عاليه أول من أمس عن الاطار التقليدي للمهرجانات التي تقام يومياً دعماً لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة. التجمع الذي قارب حضوره الشعبي حوالى 8 آلاف شخص، شارك فيه نواب اللقاء الديموقراطي. ولوحظ غياب النائب عبد الله فرحات، فيما ألقى زميله في “مبادرة النواب الأربعة” هنري حلو كلمة. وتميز عناصر الحزب الاشتراكي بالدقة في التنظيم بالتنسيق مع القوى الأمنية، لكن ذلك لم يلغ ظهور بعض الشعارات العنصرية، إضافة إلى ظهور بعض أعلام «جيش التحرير الشعبي»، التنظيم العسكري للحزب التقدمي إبان الحرب الأهلية. وسجل حضور خافت للعلم اللبناني في ظل حضور كثيف للأعلام الحزبية .
أما الخطب فلم تخرج عن الإطار المعروف من قبيل الهجوم على «النظام السوري ــ الإيراني» و«حزب الله» إلا بخطبتي ممثل حزب الوطنيين الأحرار طوني أبي خليل الذي اعتلى المنبر مستعجلاً وارتجل كلمة حث فيها «قوى السلطة على رد الهجوم السياسي بهجوم معاكس» وختمها بـ«ما بقا بدا، حب الموت يكرهو غيرك»، ليترك المنبر مع تساؤل الحضور بما وبمن سيقاتل؟!
أما منير بركات العضو المطرود من الحزب الشيوعي، فتميز خطابه بنبرة مرتفعة حد الصراخ حتى كاد يُغمى عليه. وتركز هجومه على الحزب الشيوعي ومؤسساته متهماً إياه بـ«التشيّع والخضوع لنظام الوصاية»، ولم تنج جريدة «الأخبار» وإذاعة «صوت الشعب» من الهجوم!
النائب حلو وصف تحرك المعارضة بأنه «حرب الشارع التي ستكون أكثر قتلاً وتدميراً وتهجيراً من حرب العدو الاسرائيلي على لبنان». واعتبر النائب أنطوان أندراوس انه «مهما فعلوا وقالوا فإن حكومتهم في دمشق ورئيسهم في دمشق وقراراتهم في دمشق وقائد انقلابهم في إيران، وقرارهم الفتنة والطغيان والتسلط». وألقى الدكتور جورج عيد كلمة «القوات اللبنانية» رفض فيها «خطاب الأمين العام لحزب الله. فهو خطاب ذو لهجة عالية وقاسية وغير مقبولة، وهو تحريضي وتخويني واتهامي وفيه الكثير من المغالطات».
وشدد النائب الياس عطا الله على أن «محاولة الانقلاب لن تمر، والانفعال لن يجدي، ولن يمر مشروع إسقاط الشرعية اللبنانية»، فيما أكّد النائب أكرم شهيب أن «خطوطنا الحمر محكمة للعدالة ووثيقة وفاق وطني أرست السلم الأهلي. وخطوطهم الحمر: المس برئيس جمهورية مغتصب للموقع، والمس برموز نظام القتلة في دمشق، والمس بسلاح يتأكد يوماً بعد يوم أنه سلاح الحرس الثوري الإيراني في لبنان. حكومة كل لبنان برئاسة الرئيس السنيورة باقية باقية باقية، قصدهم معروف ودورهم مفضوح، إنهم الاحتياط الدائم لنظام السلام الدائم مع اسرائيل والتعطيل الدائم لمسيرة التحرر العربية ولنهوض لبنان، ويدّعون أنهم ما زالوا مقاومة، ونقول إن من يدّعي اليوم أنه مقاومة لا يهدد كل لبنان بسلاح وبتعطيل مسار وبإفقار شعب وبتخوين أكثرية. فرويداً رويداً يا سيد، بالإمس قبل السيد انطلقت جبهة المقاومة الوطنية من دارة كمال ووليد جنبلاط (...) قبل السيد كنا مع المقاومة ولا نزال، نحن في 14 آذار مع مقاومة وطنية حقيقية، لكننا قطعاً لسنا مع حرس ثوري إيراني في لبنان».