من خسر شعبه... ماذا يربح؟
  • ناصيف ياسين

    لو نظر الرئيس فؤاد السنيورة بعين بصيرته الى ساحة الشهداء، لأيقن أن السفّاح جمال باشا العثماني، نال من أجساد الشهداء، من مختلف المذاهب والطوائف، لكنه استحق لعنة التاريخ، فتجاوزه بمبادئهم وأهدافهم إلى مئات الآلاف من أحفادهم الذين جمعتهم تلك الساحة، مع ساحة رياض الصلح، يوم الجمعة الفائت ـ وما زالوا ـ في ظل العلم اللبناني، ولأدرك صحّة ما قاله أحد أولئك الشهداء: «إن لم نستطع أن نحيا، فقد استطعنا كل الاستطاعة ألّا نموت».
    ولو تطلّع أمامه، الى ساحة رياض الصلح، لرأى رمزها المتيقظ، ما زال رافعاً يده، مشدداً: لن نجعل من لبنان ممراً للاستعمار، ولا مقرّاً.
    وإذا ما استعمل حاسوبه الدماغي ـ الرقمي ـ وهو شغوف بلعبة الأرقام الحسابية، فسيرى تظاهرة مليونية ـ وتزيد ـ تطالبه بالتنحي عن منصبه، بعدما طفح الكيل وتهشمت كل المكونات السياسية للبنان، بدءاً من اتفاق الطائف، وما يليه. على أنه بدل الاستماع الى لغة العقل، وسماع هدير الحناجر المطالبة، سلمياً وحضارياً، بترك مركزه، مع حكومته، من أجل حكومة وحدة وطنية، فإذا به يدير أذنيه لوسواس الداخل وخنّاس الخارج، فيردّ على الاعتصام الشعبي، باعتصام حكومي في «السرايا» متحدياً كل مقاييس الديموقراطية ووصفاتها الطبية التي يتحفنا بها الغرب بكل عواصمه، وعلى رأسها واشنطن وباريس، والحجة التي يرفعها السنيورة، على الدوام، هي الحفاظ على الدستور والقانون، في إطار الشرعية، ليسلم الوطن والمواطن!


    هذا نحن وهؤلاء أنتم

  • سامر نور الدين

    هؤلاء هم شباب لبنان المثقفون الثوريون اليساريون. قطعوا أشواطاً وأشواطاً في الثقافة والعلم والمعرفة، يحلمون بأن يروا أنفسهم في يوم من الأيام كما أرادوا. ولكن وحش الدولة وغول الطوائف وشبح الحكومة جعلت منهم أناساً مطاردين من الدولة ومنبوذين من معظم مجتمعهم الطائفي الرجعي. والسبب هو أنهم تخلّوا عن جميع الطوائف، واتّخذوا قضاياهم وقضايا العالم رداءً لهم. فأصبحوا بنظر الطائفيين الجهلة أناساً ملحدين كفرة. هؤلاء الشباب هم الذين طبقوا الدين بشكله الصحيح، فهم الذين أكدوا أن الدين معاملة حسنة، وهم الذين آمنوا بالحق وحاربوا الظلم في العالم أجمع، وهم الذين وقفوا إلى جانب العامل والفلاح بوجه الإمبريالية التي تستغلهم.
    فيا أيها الذين حكمتم علـــــــــــــينا بالإلحاد، ووصفــــــــــــــتم أنفسكم بالمؤمنين، سؤالي لكم: كيف طبقتم دينكم الذي قال لكم: عاملوا بعضكم بعضاً بالمحبة والإخاء؟ وكيف تحكمون علينا بعكس ما قال لكم: وإن حكمتم فاحكـــــموا بالعدل والحق.


    لنرجّح لغة العقل

  • حافظ الضيقة

    أصبح جلياً أن الحالة السياسية التي وصلنا إليها في منتهى الخطورة والحساسية، وأن القاصي والداني يدركان أننا على شفير انفجار طائفي ومذهبي يودي بالبلاد والعباد إلى مكان لا تحمد عقباه، وخصوصاً أننا سمعنا تحذيرات من هنا وهناك تبشرنا بعراق ثان، ونحن نرى هذا يومياً من اقتتال يودي بحياة العشرات بل المئات من المواطنين
    علينا أن ندرك جيداً أهمية ضبط الشارع ومراقبة وسائل الإعلام وكبح جماحها، وخصوصاً المتطرف منها من أجل تخفيف هذا الشحن الحاصل وتهدئة النفوس وعودة لغة العقل
    والحكمة الى العمل السياسي. ولعل طرفي المرحلة، سواء أهل السلطة أو المعارضة التي من حقها أن تطالب بمشاركتها في الحكم، كلا الفريقين يدرك جيداً خطورة
    الوضع وزجّ الناس مقابل بعضهم بعضاً، وهذا ما لا نصبو إليه من أجل بناء وطن يكون لكافة أبنائه، وتكون الحياة السياسية لا من خلال طوائف ومذاهب بل من خلال عمل سياسي يضع المصلحة الوطنية العليا في الأولوية، بعيداً كل البعد عن الحساسيات واللغة الخشبية.