أكد رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أن أي طرف «لن يستطيع التغلب على الطرف الآخر»، داعياً الى حل المشاكل على مراحل وفق ثوابت الكنيسة المارونية.وقال الحريري في مقابلة مع التلفزيون الجزائري ان «في لبنان أزمات عدة: رئاسة الجمهورية والحكومة والمحكمة الدولية والقرار 1701 ومؤتمر باريس 3». وأشار الى أن «الاحتقان كبير جداً وسببه ان المعارضة افتعلت مشكلة وهددت بالشارع والشارع ليس الحل»، مقترحاً «حلاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإعطاء المعارضة ضمانة لحكومة ترتاح إليها من حيث توزيع عدد الوزراء». وأكد الإصرار على موضوع المحكمة الدولية مكرراً ان «تمسكنا بها ليس طلباً للثأر».
وشدد الحريري على «أننا لا نسعى وراء السلطة بل نريد بناء الدولة. أما طرحهم اليوم فيقتصر على حكومة الوحدة الوطنية ونيلهم من خلالها الثلث المشارك، فكيف يكون الثلث للمشاركة فيما هناك حزب واحد يملك حقاً حصرياً في القيام بعمل خطير كشن حرب على اسرائيل وخطف الجنود في أي لحظة ولا يكون للدولة أي سلطة أو قرار في اتخاذ هذه الخطوات؟». وسأل: «ما هو أفق المعارضة اليوم، وما هي استراتيجيتها والمشروع الذي تقدمه للبنانيين؟ (...) ما هو الأفق الذي يعطيه حزب الله في مشروعه للبنان؟ كل ما يقوله هو ضرورة أن تكون لدينا علاقات مميزة مع ايران وسوريا فقط». وإذ أكد «أننا لسنا ضد وجود علاقات مع ايران وسوريا»، شدد على ضرورة «أن تكون لنا علاقات مميزة وممتازة مع كل دول العالم».
وربط الحريري استقالة الوزراء بالمحكمة الدولية، واعتبر ان «للجميع هواجسه»، داعياً الى إيجاد حلول على مراحل، نافياً قبول السلطة إعطاء المعارضة الثلث الضامن بعد التشاور.
ورداً على سؤال أكد الحريري أنه لا يتقاضى أموالاً من الأميركيين، «إنما هم يتقاضون أموالاً من ايران. أموالهم وسلاحهم وتدريبهم وكل ما يملكه حزب الله يأتي من إيران. قرارهم بالتأكيد ليس في يدهم. يتهموننا بأننا نمتلك ميليشيا، هم الميليشيا. انظر ماذا حل ببيروت، أتوا الى بيروت وتظاهروا فيها وحطموا المنازل والسيارات. نحن لم نلحق في أي لحظة من اللحظات أي أذى بحزب الله. لقد اخترع الحزب بعد الحرب التي شنت على لبنان مقولة التخوين، ونصّب نفسه قاضياً وحاكماً ومدّعياً (...) على إخواننا في حزب الله ان يفهموا ان لبنان لا يُدار من خلال رغبة فئة في حكم لبنان كما تريد».
وإذ أكد «انهم لن يستطيعوا إسقاط الحكومة»، تساءل الحريري: «كيف سيصعّدون؟ باللجوء الى الإضرابات؟ فليقوموا بذلك ولكنهم يشلون البلد». وكرر انه جاب العالم وقال لقادته «ان سلاح حزب الله يحل بالحوار بين اللبنانيين (...) وفي المقابل ماذا فعل حزب الله؟ هل يجوز ان تكون السرايا الحكومية محاصرة من جانب حزب الله؟ يقولون إن قوى أخرى تشارك الحزب في ذلك، هذا غير صحيح. لقد اتخذت قيادة حزب الله هذا القرار بناءً على توجيهات من ايران». واتهم إيران بإحداث فرقة بين المسلمين السنة والشيعة و«تلعب دوراً خطيراً جداً في هذا الشأن، وقد أرسلت إليهم رسالة عبر سفيرهم وأبلغتهم انهم يقومون بلعب دور سلبي جداً».
(وطنية)