البقاع ـ عفيف دياب
قفل نهاية الاسبوع الماضي امس على إلغاء تيار المستقبل مهرجانه الداعم لحكومة فؤاد السنيورة الذي كان مقرراً في جب جنين ـ البقاع الغربي. وجاء الإلغاء، او التأجيل على حد قول احد قياديي المستقبل في البقاع، افساحاً في المجال أمام مناصري التيار لأخذ «استراحة» من المهرجانات، ولا سيما بعد مهرجان تعلبايا الجمعة الماضي.
لكن جهات متابعة ابلغت «الاخبار» ان إلغاء مهرجان جب جنين جاء بعد النتيجة غير المرضية عن «حشد» مهرجان تعلبايا الذي لم يكن على قدر الآمال. وقال قياديّ في «المستقبل» لـ«الاخبار» امس، إن مهرجان تعلبايا كان مقرراً له أن «يحشد» اكثر من مئة الف مواطن من البقاع الشمالي الى الجنوبي و«ان المشاركة الشعبية لم تكن كما كنا نعتقد». ولم ينفِ أو يؤكد ان يكون الغاء، او تأجيل مهرجان جب جنين، تخوفاً من عدم المشاركة الشعبية، وقال: «سنقيم المهرجان الداعم للسنيورة في البقاع الغربي، ونحن نستكمل التحضيرات، والوقت دهمنا امس ولم نستطع انجاز كل الترتيبات»!
وفي مقابل إلغاء مهرجان جب جنين، نظّم أهالي بلدة عرب الفاعور احتفالاً داعماً للسنيورة أمس تحت عنوان «ذكرى ميلاد كمال جنبلاط»، شارك فيه اهالي البلدة وقياديون حزبيون من الاشتراكي والمستقبل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب.
«مهرجانات» دعم الرئيس السنيورة في البقاع طوال الاسبوع الماضي، أعطت المواطنين فرصة لتناسي ما يعانونه من ازمات الاقتصادية. فنسي الناس لبعض الوقت أسعار المازوت المرتفعة والتقنين القاسي في الكهرباء، اضافة الى ازمة الزراعة وكساد مواسمهم، و«البلبلة» في المدارس الرسمية التي انقسمت على ذاتها وتحولت الى خطوط تماس بين التلامذة والطلاب والاساتذة. وساهم «نواب» البقاع وقياديوه ورجال الدين معهم، في «شحن» النفوس وتقسيم القرى والبلدات الى موالٍ ومعارض، وإلى سنّي وشيعي على وجه الخصوص.
ولم تخلُ كلمات مهرجانات «الجملة» و«المفرق» من رفع المزيد من «اكياس» الرمل بين ابناء القرية الواحدة و«تحريض» الاهالي بعضهم على بعض. وقد ترافق ذلك مع ارتفاع الإقبال في البقاع على شراء السلاح الفردي. فشعور الاهالي بانعدام «الامان» اصبح شعوراً عاماً يراودهم ويقض مضاجعهم. وصار اعتيادياً سماع جملة تتردّد على ألسنة المواطنين: «في حواليك شي كلاشن للبيع»؟