حذّر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني من محاولات المعارضة إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، معتبراً أنها «خط أحمر، غير مسموح تجاوزه»، ومؤكداً، من القاهرة، أن دار الفتوى في لبنان «تقف الى جانب الحكومة»، التي سيقود إسقاطها لبنان الى «الفوضى والفتنة المذهبية».وكان قباني قد زار، أمس، القاهرة والتقى الرئيس المصري محمد حسني مبارك، في حضور مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة، وعرض معه الأوضاع اللبنانية وسبل المساعدة على حل مشكلاتها، من خلال المبادرة العربية والدور المصري.
وخلال اللقاء، أكد قباني «ثوابت دار الفتوى حيال الوحدة الوطنية والعيش المشترك في لبنان، من أجل تبديد الطابع الطائفي والمذهبي للأزمة اللبنانية، وحصرها ضمن الإطار السياسي»، مشيراً الى أنه يجب على اللبنانيين «أن يسحبوا الأزمة من الشارع، وأن يعودوا الى العمل السياسي من خلال المؤسسات الدستورية، وأن يتعاونوا على حل خلافاتهم ومساعدة وطنهم على تجاوز المحنة التي يمرّ بها، وإلا فإن الخطر كبير على الجميع»، معبّراً عن «يقينه أن اللبنانيين لا بد لهم أن ينتصروا في النهاية لوطنهم الذي لا يقوم إلا بجميع أبنائه ولهم».
وشدّد قباني على أن كل المساعي التي يبذلها أشقاء لبنان وأصدقاؤه «ضرورية، ما دامت لا تمثّل تدخلاً في شؤون لبنان الداخلية، بل تخدم مصلحة لبنان واللبنانيين فقط»، ونقل عن مبارك وقوفه إلى جانب أمن لبنان واستقراره ووحدة أبنائه، مؤكداً «التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين مصر ولبنان، في شتى المجالات، لحماية الأمة العربية والإسلامية من الأخطار في ظل الظروف المصيرية التي تمرّ بها».
وبعد اللقاء، وردّاً على أسئلة الصحافيين، أشار قباني الى أن الحكومة هي «المكوّن الأساسي للدولة اللبنانية»، ورأى أن «الشارع ليس مكاناً لتسوية أي خلاف»، معرباً عن أمله في «أن يعود المعتصمون في الشارع اللبناني الى العمل السياسي، من خلال المؤسسات لا من خلال الشارع، من أجل عودة السلام والاستقرار الى لبنان».
وعن إنشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، رأى قباني أن كل ما يحدث في لبنان هو «من أجل تعطيل المحكمة عن أداء دورها».
(وطنية)