صيدا ــ خالد الغربيوسوزان هاشم

مرّ يوم أمس عادياً في كليات الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية في صيدا، خلافاً لما رُوّج بعدما اتّخذ تيّار المستقبل وحلفاؤه قراراً سريعاً بتنظيم احتفال تأييدي للحكومة وللرئيس فؤاد السنيورة في مبنى معهد العلوم الاجتماعية، رداً على تنظيم قوى المعارضة الطالبية اعتصاماً أول من أمس في كلية الحقوق والعلوم السياسية في صيدا.
فنشاط «المستقبل» لم يرتقِ إلى حجم الهالة الإعلامية التي مهّد بها للاحتفال الداعم للسنيورة واعتبار أن النشاط سيكون تحدياً وصاعقاً وسيوفر له حشداً كبيراً. وعلى الرغم من حضور طلاب من الآداب والحقوق والعلوم الاجتماعية، فإنّ الرافد الأساسي كان من طلاب المعهد التكنولوجي الذي تشترك في إدارته الحكومة اللبنانية ومؤسسة الحريري والدولة الفرنسية، ويحتل فيه طلاب إقليم الخروب و«الاشتراكيون» حيزاً واسعاً من الجسم الطالبي.
وبفعل الجو المصاحب لنشاط طلاب السلطة، وخشية التصادم، نفذت القوى الأمنية إجراءات مشددة وضربت طوقاً أمنياً في محيط الجامعة والطرقات المؤدية إليها. لكن الحشد المتواضع، وقرار حزب الله إفراغ كليات الجامعة (الفرع الخامس) من كل محازبيه وأنصاره وتوجّهه بهم باكرا مع طلاب المعارضة الى وسط بيروت منعاً لحصول إشكالات، جعلا يوم أمس يوماً جامعياً ديموقراطياً.
وعلى وقع هتافات «توت توت إضهروا من بيروت» ويا «بيروت بدنا التار من لحود وبشار»، شارك نحو 250 طالباً من طلاب قوى 14 آذار في المهرجان الذي رفعوا فيه صور الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس رفيق الحريري ونجله النائب سعد، إضافة إلى أعلام الحزب التقدمي الاشتراكي ورايات المستقبل والقرار 1701.
وكان لافتاً رفع علم القوات اللبنانية على الرغم من غياب كلمة تمثلها خلال الاعتصام، إذ ألقيت كلمات لرشاد المعلاوي باسم الحزب الاشتراكي، وسادي هنوش باسم اليسار الديموقراطي، وأكرم عفارة باسم شباب المستقبل، ورئيس مجلس الطلاب في العلوم الاجتماعية الفرع الخامس اسامة أرناؤوط. ودعت الكلمات الى الدفاع عن «مكتسبات» ثورة الأرز، متهمين المعارضة بمحاولة إعادة عقارب الساعة الى الوراء.
يذكر أنّ هذا الاعتصام الذي نظم تحت غطاء مجلس الطلاب، باعتبار أن رئيسه ينتمي إلى تيار المستقبل، لم تؤخذ موافقة المجلس على تنظيمه، لعدم التقدم بطلب الترخيص منه. فهذا المجلس الذى أتى نتيجة التوافق بين حزب الله و حركة أمل من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى، يغلب على أعضائه قوى المعارضة المتمثلة بـ9 أعضاء من أصل 12. وفي هذا السياق، يتهم أحد قياديي حزب الله في الجامعة، تيار المستقبل بالانقلاب على ما تم الاتفاق عليه في ما يختص بشؤون الكلية، على غرار ما حصل في الساحة السياسية، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي حصل في الانتخابات السابقة، قد تم على أساس إبعاد الجامعة عن جو التوترات السائدة في البلد.