وفاء عواد
قانصو: هل جاءت المداهمات تلبية لطلب «القوات اللبنانية» ولـ«إلباس» المعارضة تهماً أمنية؟

كشف رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو أن وزير الداخلية السابق أحمد فتفت أبلغه، ردّاً على الملاحقات التي كان قد تعرّض لها قوميّو الكورة سابقاً، أن نائب «القوات اللبنانية» فريد حبيب «قاعد نايم» في وزارة الداخلية وهو «يراجع بموضوع القوميين في الكورة»، متسائلاً: «هل تأتي أحداث الكورة، اليوم، في هذا السياق، وبناءً على طلب حبيب؟
كلام قانصو جاء في مؤتمر صحافي عقده، أمس، في مركز الحزب في بيروت، بعد ساعات على حملة دهم نفذتها قوى الأمن الداخلي، استمرّت منذ السابعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وطالت عدداً من منازل القوميين في الكورة، رافقها «كسر وخلع وانتهاك للحرمات»، وأوقفت سبعة أشخاص بحجّة اقتنائهم أسلحة، إضافة الى انتشار قوى أمنية حول مقرّ الحزب المركزي في الروشة وفي الممرّات المؤدية إليه، ابتداءً من العاشرة وحتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس.
وعلى رغم أن الحزب «آل على نفسه ألا يردّ على الافتراءات والشائعات التي تستهدفه»، بحسب ما أشار رئيسه، إلا أن «طفح الكيل» دفع بقانصو الى الإشارة الى أن مداهمات أمس «تمّت بناءً على شائعات خصوم تاريخيين للحزب في الكورة»، مؤكّداً «لسنا ميليشيا، ولسنا حزب قتلة. لدينا رسالة وحدة المجتمع وبناء سلمه الأهلي».
ومستنداً الى تأكيد فتفت، سابقاً، أن «الأسلحة الفردية موجودة في كل البيوت والمناطق»، لفت قانصو الى أن الحزب «احتفظ، احتياطاً، بجزء من الأسلحة التي كانت في حوزته، والتي كانت لدور الحزب في المقاومة لا لأي هدف آخر».
وحذّر الأجهزة من «التمادي في غيّها»، لأن «لصبر القوميين حدوداً»، والحزب «أقوى من كل محاولات ليّ ذراعه وإرهابه، ولا يقبل بأن يعتدي أحد على كرامات أعضائه، وتاريخه يشهد له في مواجهة الجور والعسف»، وتساءل: «هل بات همّ الأجهزة ملاحقة القوميين، بدلاً من ملاحقة الشبكات التخريبيّة؟ أين أصبحت شبكة (محمود) رافع، والمجموعة التي ضبطت وهي تقوم بأعمال التدريب والتسليح؟»، غامزاً من قناة السلطة التي «لم تتورّع عن التآمر على المقاومة وسلاحها» خلال العدوان، وهي «لم تتورّع عن تعقّب القوميين، لمعاقبتهم على الدور الذي اضطلعوا به في المقاومة»، متسائلاً عما إذا كان في نيّة السلطة «التحرّش بقوى المعارضة، من طريق إلباسها تهماً أمنية».
ورداً على سؤال، أكّد قانصو أن الحزب «براء من كل الشائعات التي تطاله»، تاركاً مسألة التحقيقات بها للقضاء اللبناني الذي «له القول الفصل».
وبالعودة الى تفاصيل ما جرى أمس، علمت «الأخبار» أن المداهمات التي حصلت في الكورة «ليست حادثة يتيمة»، بحسب ما أشار مصدر مسؤول في الحزب، فقد سبقتها حملة شائعات «حاولت الإيحاء بوجود صلة للقوميين بالأحداث الأمنية التي جرت في لبنان»، استدعت تحقيقات «تأهيليّة مهّدت المناخات»، إذ إنه «ومنذ ما يقارب الأسبوع، كانت القوى الأمنية تستدعي يومياً عدداً من القوميين والقوميّات من جميع المناطق وتستجوبهم، موجّهة إليهم أسئلة شخصية وحزبية، وصولاً الى سؤال موحّد للجميع: أين كنت يوم اغتيال الوزير بيار الجميّل؟».
وفي إطار الأسلحة التي ضبطت في الكورة، أشار المصدر الى أن القوى الأمنية «صادرت أسلحة فردية من منازل القوميين»، نافياً أن يكون مستودع الأسلحة (عفصدّيق) الذي أشار إليه البيان الأمني مستخدماً من الحزب وهو يعود الى ما قبل عام 1980، أيام العمل المقاوم».
وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أمس بلاغاً أشارت فيه إلى قيام قوة من قوى الأمن الداخلي بمداهمة منازل في عدد من قرى قضاء الكورة وبلداته، بناءً على إشارة النائب العام التمييزي سعيد ميرزا. وأضاف البيان أن القوى الأمنية عثرت داخل المنازل على «كمية كبيرة من المتفجرات مع صواعق كهربائية تستعمل للتفجير وساعات لضبط وتحديد توقيت التفجير، بالإضافة الى كميات كبيرة من الأسلحة، وأُوقف الأشخاص المعنيون بها». وذكر مصدر أمني رفيع لـ«الأخبار» أن «كمية من السلاح صودرت في منطقة الكورة، بلدة أميون، وهي عبارة عن حمولة أكثر من شاحنتين من السلاح الفردي ومدافع الهاون والقذائف والقذائف المضادة للدروع والمتفجرات والصواعق». وذكر المصدر أن عدد الموقوفين تخطى الأربعة. ونفى ما ذكر عن محاصرة مركز الحزب القومي في الروشة أو مداهمته. وعن خلفيات هذه المداهمات والتوقيفات، أشار الى انه لا يعتقد «بوجود علاقة بين هذا الأمر والتحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري».