ناشد المرجع السيد محمد حسين فضل الله العلماء تحمل مسؤولياتهم، ورأى في نداء إلى علماء المسلمين السنة والشيعة أن «الوضع المذهبي دخل في خطوط المحرمات الكبرى»، مشيراً إلى أن «بديل الإدارة الأميركية من فشلها هو إشعال نار الفتنة وإذكاء روح التقاتل».وجاء في النداء: «إنني ألمح عالماً إسلامياً يتداعى تحت ضربات الهجمة الأميركية ــ الإسرائيلية الساعية إلى إحراقه بالفتن الداخلية، ولا أجد تركيزاً إسلامياً كبيراً على مخاطر هذه الهجمة في أهدافها التفتيتية، بل استغراقاً في الجانب المذهبي، وعبوراً من المذهبية إلى الشخصانية والفردية وصولاً إلى تكريس زعامات قد لا تحمل قيم الإسلام في وعيها ولا تتطلع إلى مصير الأمة في حركتها».
واستغرب فضل الله «كيف أن جيوش الاحتلال تحاصر الأمة داخل أوطانها في فلسطين والعراق وأفغانستان، بينما تنطلق الدراسات في بعض بلداننا عن حجم الشيعة والسنة وتعداد المسلحين والمقاتلين هنا وهناك، وكأن السنة والشيعة يمثلان عشيرتين متنازعتين (...) وأمام هذا الواقع الذي يزداد صعوبة وخطورة، أتوجه إلى علماء الأمة من السنة والشيعة، مناشداً إياهم التدخل لحسم الخيار لمصلحة الأمة».
ورأى أن «الوضع المذهبي دخل في خطوط المحرمات الكبرى، وبدأنا نفقد أدب النقد لندخل في الإساءة للآخرين، ونشهد واقعاً من التخلف تحرسه زعامات لا تحمل الإخلاص للأمة (...) ونجد من علماء المسلمين من يحاول أن يركب الموجة المذهبية التي يطلق عنانها المستكبر الأميركي في العراق وما حوله (...) إلى الحد الذي بتنا نخاف على الأمة، ليس من المستكبر فحسب، بل من أبنائها (...) وعلى علماء المسلمين ألا يكونوا ضحية أو مطية للمشروع الأميركي الذي يحاول تقسيم الأمة إلى محورين، «معتدل» و«متطرف»، لأن هذا التقسيم يشكل مدخلاً لعودة الحياة إلى الحركة الأميركية في المنطقة، بعدما غرقت في الوحل العراقي والأفغاني، وبعد الانتكاسات التي أصيبت بها في لبنان من خلال فشل الحرب الإسرائيلية الأخيرة».
وحذر من أن «بديل الإدارة الأميركية عن فشلها في المنطقة هو إشعال نار الفتنة المذهبية وإذكاء روح التقاتل والتنازع الداخلي، وهو ما يحصل في العراق وفلسطين ولبنان (...) أميركا تتحرك لدفع الفلسطينيين نحو التقاتل الداخلي، كما تريد للبنانيين أن يستغرقوا في مشاكلهم الداخلية، ولذلك تمنع التوصل إلى حل في لبنان».
إلى ذلك، استقبل فضل الله السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة، وجرى عرض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ودور المملكة في احتواء التشنج اللبناني الداخلي وتمهيد الطريق للحلول، إضافة إلى الأدوار العربية والإسلامية الأخرى. وكان تشديد من السيد فضل الله على أن يعي الجميع مسؤولياتهم، خصوصاً في نطاق حماية الوحدة الإسلامية لتكون وحدة الواقع الإسلامي بين السنة والشيعة منطلقاً أساسياً لوحدة البلد والأمة» بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي لفضل الله.
(وطنية)