انتقد رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر تحفظ أهل السياسة على دور الجامعة في بناء الدولة والوطن وإعداد الكوادر في المهن الرسمية والخاصة وتفوق أساتذتها وطلابها في شتى الميادين والاختصاصات. وقال: «نسمع دائماً عن دعم الجامعة من دون أن نلمس ترجمة عملية، والجميع يعلم أنّ الجامعة نبتت وكبرت واحتلت ما احتلته بفعل جهد أهلها وأساتذتها وموظفيها لا بمبادرة الحكم في أي فترة من الفترات». شكر حذّر من اللجوء إلى خطوات تصعيدية بالتنسيق مع رابطتي الأساتذة والموظفين في حال استمرار الإهمال في الجامعةموقف شكر جاء خلال تكريم رئاسة الجامعة لـ 52 أستاذاً أحيلوا على التقاعد عام 2006، أثناء احتفال أقامته في قاعة كلية طب الأسنان في سن الفيل، بمشاركة رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور سليم زرازير وحشد من العمداء والمديرين والاساتذة وذوي المحتفى بهم.بعد تقديم من رئيس دائرة العلاقات العامة في الجامعة غازي مراد، تحدث الدكتور عصام سليمان باسم الأساتذة المتقاعدين فرأى أن الشرط الأول للنهوض بالجامعة هو إخراجها من دهاليز السياسة وتحريرها من القيود التي فرضتها عليها القوانين في علاقتها بالسلطة السياسية، انطلاقاً من الخصوصية الأكاديمية التي تمتاز بها عن غيرها من المؤسسات العامة. وأشار إلى أنّ المسؤولية الملقاة على عاتق أهلها رئيساً وإدارة وأساتذة وطلاباً كبيرة جداً، كونهم أصحاب المصلحة الحقيقية بإصلاح الجامعة وتطويرها.
من هنا، يضيف سليمان، أهمية سعي أهل الجامعة إلى وضع ميثاق شرف يلتزمون بموجبه تحييد الجامعة عن الصراعات السياسية وإبعادها عن الفوضى.
من جهته، طالب زرازير بتفريغ أساتذة جدد لضخ دم جديد في الجامعة وتأمين استمراريتها الريادية، فالتعاقد الوظيفي، كما قال، يهدد استقرار العمل الأكاديمي ويضفي جواً من القلق على الأمن الاجتماعي للأستاذ. كما دعا إلى إصدار المراسيم الآيلة إلى إعطاء الحق بالتقاعد إلى أولئك الذين لم تضم خدماتهم قانوناً بعد، وهم على عتبة التقاعد...
وأشار زرازير إلى أنّ تلكؤ السلطة السياسية منذ سنتين عن تعيين عمداء الكليات يمثّل تغييباً لمجلس الجامعة، معتبراً أنّ انتهاك استقلالية الجامعة هو إجهاز فاضح على القيم المعرفية والانسانية التي من أجلها أنشئت. وأكد ضرورة إقرار سائر الهيئات الأكاديمية من مجلس القسم إلى مجلس الفرع فمجلس الوحدة لتستقيم آليات التقرير وتقفل كل النوافذ في وجه التدخلات في شؤون الجامعة.
أما شكر فجدد تأكيده «أنّ التعاقد مع متفرغين جدد قد حسم في رئاسة الجامعة وسنسعى جاهدين إلى تفريغ 150 استاذاً قريباً».
كما انتقد التردد عند أهل السياسة وبعض التحفظ على الجامعة ودورها وطرحهم ملاحظات غير جوهرية.
وحذر رئيس الجامعة من اللجوء إلى خطوات تصعيدية بالتعاون مع رابطة الأساتذة ورابطة الموظفين في حال استمرار إهمال الجامعة.
واستغرب شكر عدم إحالة 3 و4 زملاء متقاعدين إلى التقاعد لأنهم غير منتسبين إلى الملاك، مؤكداً العمل على حل المسألة لتأمين كرامة الزميل المتقاعد ورفض لجوئه إلى وزارة الصحة لتأمين طبابته. وأكد أننا نسعى إلى تحقيق ذلك، عبر اصدار مراسيم سبق وأعددناها وأرسلناها إلى وزير التربية والتعليم العالي، متمنياً «أن نتمكن من مساعدة من انتهت خدماته ولم يُحل إلى التقاعد من خلال نص قانوني». وقال: «نطمح لمواجهة السلطة السياسية بمد يد من العطاء والالتزام مع بدء ورشة عمل تكتمل مع تعيين العمداء والمديرين وتأمين المختبرات البحثية والسكن اللائق الطالب. ورأى شكر أنّ المجمعات الجامعية ضرورية في كل المناطق وهي لن تكلف خزينة الدولة أي أعباء مالية. ولفت إلى «أننا بدأنا بإعداد كلفة بناء الأبنية وتقديمها إلى المسؤولين على أمل الاستغناء عن الايجارات التي ليس لها أي مردود ايجابي».
وختم شكر قائلاً: «أبوابنا مشرعة لكل رأي بنّاء وعزيمة قادرة وهمة عالية وإرادة الفعل هي المطلوبة وليس الكلام لبلوغ تطلعاتنا إلى جامعة أقل ما يقال إنّها جامعة عطاء وتضحيات».
(الأخبار)