كارل كوسا
يُمثّل تضمين موقع إلكتروني ألعاباً «Games» «مبشِّرة» باقتحام عنفي ودموي للسرايا الحكومية ظاهرة خطرة، لما تحتويه من تحريض مباشر بين شبابَي الفريقين، إضافة إلى إثارة العصبيّات السياسيّة المحتقنة.
موقع «14hmar.tk» يُعرِّف عن نفسه بأنّه موقع مناوئ لـ«14 آذار» أو كما هو وارد على يسار أعلى الصفحة الإلكترونية «Anti ــ 14 azar». أوّل شعار يستقبلك لدى دخولك الموقع هو شكل مستطيل يحتوي 13 صورة لشخصيّات سياسية لبنانية من فريق «14 آذار»، ودوِّن فوق هذه الصور المجمّعة عبارة «14 حمار». ينبغي للزائر أن يقوم بعملية تسجيل بيانات واستخراج اسم حركي وكلمة مرور كي يتمكّن من الدخول إلى محتويات الموقع ذي الاسم المثير للحشرية.
يجري الموقع استفتاء عن «الخطوة المقبلة؟»، عارضاً 3 خيارات للتصويت: سلام مع إسرائيل، لا سلام مع إسرائيل، أمّا الاحتمال الأخير فتجسّده إجابة «Never» أو «نهائيّاً لن يحصل». وجاءت نتائج التصويت 4.35% سلام مع إسرائيل، 23.91% لا سلام مع إسرائيل، و71.74% حازها احتمال «Never». أمّا الأكثر خطورة في «14 حمار» فهي إحدى الـ«Games» القابلة للتحميل المجّاني «Download»، المسمّاة «معركة السرايا... لتحريره من الديكتاتور السنيورة وأفراد عصابة 14 شباط»، والتي «تبشِّر» بمحاصرة السرايا الحكومية بدبّابات وحواجز حديدية ومتاريس. يتصدّر زوايا مشاهد اللعبة الإلكترونية كلّها رشّاش من الجهة اليمنى السفلية للشاشة. تلاحق البارودة صور المعتكفين المنتشرة في أرجاء السرايا لتملأ الدماء جدران السرايا في مشهد إرهابي.
يرجّح أحد زوّار الموقع أن يكون ناشر هذه اللعبة على الموقع المفتوح «مدسوساً» لمصلحة السلطة لكونها «تخدمهم سياسياً»، إضافةً إلى أنّها تذكّر بألعاب إلكترونية كانت تروّج لها أميركا قبل شنّها حروباً خارجية. تبلور الخطر حين علّق زائر على اللعبة بـ«بتفشّ الخِلق».
مفاجأة أخرى يكشفها الموقع تتجلّى في فضح هوية شخصية المشاغب الأول في تظاهرة الأشرفية في 5 شباط الأخير ذي اللحية الطويلة، إذ نشر الموقع صوراً له من تلك التظاهرة، وأخرى أُخِذت بتاريخ 19/6/2005 وهو يقترع بلائحة «زيّ ما هيي» في الضنّية. أمّا الصور الأحدث فهي التي يؤكّد الموقع أنّها التقطت له أمام السرايا وداخلها أثناء تشجيعه لحكومة السنيورة، أخيراً، ضمن الوفود المناصرة.
تصريحات لشخصيات «14 شباط اليوم» عرضت بطريقة «قبل وبعد». أغنيات وفيديو كليبات تحمل كلمات نابية وغير أخلاقية نشرها شباب، تهاجم شخصيات السلطة، جاهزة للتحميل المجاني. وللراغبين في إسقاط حكومة السنيورة واستبدالها بحكومة وحدة وطنية، خصّص موقع «14 حمار» عريضة يستطيع المعارض توقيعها على الموقع «december1.org». وتطوّع العضو «Bash» بتزويد الزائرين موقع أحمد فتفت الإلكتروني، مرفقاً ببريده الإلكتروني وسجل الضيوف «guest book» خاصّته «يلّا فضّوا شو ما عندكن لـ هل أبو شاي».
سؤال يُطرح: هل «14 حمار» يخدم فعلاً المعارضة، بتركه الموقع مفتوحاً أمام كل من هبَّ ودبَّ وادّعى انتماءه إلى المعارضة، لتضمينه ما شاء، أم أنّه ينسف تحرّكات المعارضة السلمية، مانحاً «Bonus» سياسياً مجّانياً للفريق الآخر.