غسان سعود
تلامذة من المدرستين الإسلاميتين، البيادر والإيمان النموذجية، سيتوجهون إلى بكركي صباح يوم الاثنين المقبل لتهنئة المصلين بالعيد. سيقيمون حاجزاً للمحبة على بعد أمتار قليلة من مدخل الصرح البطريركي، يقف عليه فتيان وفتيات (معظمهن محجبات) ليقولوا إنهم شركاء في فرحة العيد.
وهذا النشاط سيكون الأول للهيئة الشبابية للحوار الإسلامي المسيحي. أما ما سيوزعه التلامذة، فما زال قيد الدرس. والاختيار بين الورود أو «الشوكولا» تحدده الكلفة، وخصوصاً أنّ الهيئة لا تملك المال الكثير فعمرها لم يكمل الشهر بعد، وكان قد أعلن عن انطلاقتها في أواخر الشهر الماضي خلال مؤتمر صحافي قال فيه رئيس الهيئة مالك المولوي: «إن أعضاء الهيئة المنحدرين من جذور ثقافية ودينية ومناطقية متنوعة رموا خلفهم كل الاعتبارات السياسية والحزبية والطائفية. وتكاتفوا في ما بينهم كنموذج شبابي حضاري نهضوي ليبنوا معاً جيلاً قوياً غير محبط». وأكدت المسؤولة الاعلامية في الهيئة منى الحاج أن الهيئة تعتبر أن الحوار بين الحضارات والأديان هو جزء من المشروع الحضاري الكبير الذي يحلم به معظم اللبنانيين. ورأت أن الحركة الشبابية في لبنان هي جزء من هذا الفهم الكلي لدور الشباب في الحياة والمجتمع والدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن أبرز أهداف الهيئة تفعيل الحوار الإسلامي المسيحي حتى لا يبقى شعاراً يتغنى به كثيرون في المناسبات والأحداث، والعمل من منظار أن الإنسان هو قيمة بحد ذاته بغض النظر عن الجنس والعرق والدين، والسعي لإيجاد قواسم مشتركة ومساحة أوسع من الحوار بين مختلف الهيئات الثقافية والأندية الحوارية بما يخدم مصالح العمل الشبابي في لبنان. وتؤكد الحج أنهم يركزون في برنامج العمل الذي يعدونه على دور الشباب، وضرورة القيام بعمل متكامل ومستمر «على الأرض» ومع المعنيين، وليس الاكتفاء بالاستنكار الروتيني كلما حصلت إساءة للعلاقة الاسلامية المسيحية. وتنوي الهيئة وفقاً للحاج التركيز على المدارس والعمل مع التلامذة.
وعن عدم نفع هذه الهيئات والجمعيات في الوصول إلى نتائج ملموسة، تشير الحاج إلى الحاجة للمثابرة، وتعطي مثلاً عن النتائج الايجابية التي حققها «لقاء الاثنين». فبعد أن كانت لقاءات تلامذة مدارس المقاصد وعينطورة مرة في السنة، لا تحقق أي تغيير، كثفت اللقاءات فتعمقت العلاقات بين التلامذة، المسيحيين والمسلمين، وتشعبت أكثر لتشمل العائلات أيضاً. إذاً الموعد الاثنين صباحاً، محجبات يوزعن الورود على المصلين، مشهد يستحق التصوير، حاله من حال الوجوه التي ستُفاجأ بحضور هؤلاء الأشخاص، الذين يُفترض بهم، وفقاً للبعض، ألا يخرجوا من الإطار الذي وضعوا فيه.