الجنوب ــ بهية العينينمن المنتظر أن يدخل بابا نويل الفلسطيني المسيحي إلى مخيم البص في غضون الساعات المقبلة ليوزع الهدايا على الأطفال المسيحيين قرب كنيسة المخيم، في إطار التكامل الديني المسيحي الإسلامي في هذا المخيم الذي تسكنه عشرات العائلات المسيحية الآتية من الناصرة وحيفا وبيت لحم.
واستعداداً لهذا اليوم الميلادي الذي يأتي في ظروف صعبة، تعاون عدد من طلاب مدارس الأونروا في المخيم على تزيين أشجار الميلاد بعدة مشغولات يدوية ابتكروها لتنمّ عن وحدة العيد داخل المجتمع الفلسطيني بطيفيه المسلم والمسيحي. وتقول الفلسطينية تيريز إن الشجرة هذا العام، وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة للأهالي قد رفعت عليها مجموعة من مواد ومستلزمات زينة الميلاد التي ابتكرها طلاب المدارس ووزعوها على البيوت المسيحية تعبيراً منهم عن المشاركة في هذا العيد المقدس.
وتضيف ابنتها سينتيا (15 عاماً): «لقد حملت صديقتي مريم عدة أزهار اصطناعية ومجسمات تدل على بابا نويل والمغارة والسيدة العذراء مريم وقدمتها لي هدية بمناسبة الميلاد. وأنا من جهتي، فرحت بها جداً ووضعتها على الشجرة». ويقول شقيقها شفيق (8 سنوات): «إنني أنتظر بفارغ الصبر أن ياتي بابا نويل حاملاً الهدايا والجرس كي أستقبله وأتسلم الهدية التي أحلم بها من عام إلى عام. لقد جمعت ثمنها من مصروفي اليومي، لكنني سأكون سعيداً حين أتسلمها».
اما المعمرة الفلسطينية المسيحية السيدة أم رزق فقد تنهدت وهي تجلس أمام الشجرة في منزلها قرب الكنيسة وقالت: «إننا في مخيم البص نعيش الأعياد بشكل مشترك مع إخوتنا المسلمين، وهذا ما تعودناه في بلادنا قبل النزوح في عام 1948». وتضيف: «إن منزلنا يقع قرب الكنيسة التي تقام فيها القداديس في كل عيد، لكننا هذا العيد سنذهب إلى صور كي نحتفل مع إخوتنا اللبنانيين المسيحيين بعيد الميلاد».
وتعرب أم رزق عن أملها أن ياتي العيد القادم وقد عادت إلى الناصرة في فلسطين كي تشهد على أيام العيد على مقربة من مكان ولادة السيد المسيح المُخلِّص، «وهكذا يكون العيد قد حمل معنى العودة إلى ديارنا التي تقبع تحت الاحتلال منذ نحو نصف قرن».