نعمت بدر الدين
رأت مصادر دبلوماسية أن هناك محاولة «طبخة» جديدة ستحضر الأسبوع المقبل للخروج من أزمة المراوحة التي يشهدها البلد منذ تقديم الوزراء الستـة استقالاتهم في شهر تشرين الثاني الماضي، مؤكدة أن «الطبخة» لا تشمل وزارة الخارجية والمغتربين فقط، بل ستحل مشكلة كل المراسيم والقرارات المعلقة والمعطلة في الوزارات.
وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ تحدث أمام مجموعة كبيرة من السفراء والدبلوماسيين، وفي مكان عام وعلى الملأ، فقال إن موضوع التشكيلات الدبلوماسية بحكم المنتهي، وإن التوقيع على مرسوم التشكيلات سيتم الأسبوع المقبل في حدٍّ أقصى، متمنياً أن يكون هناك حل للوضع الحكومي برمته.
ورأت المصادر أن هذا الكلام يطرح إشكالية كبيرة، وهي كيف ستوقَّع المراسيم، ووفق أي صيغة؟ ويراها صلوخ منتهية، بل ويجزم بأنها قد انتهت. وفي معرض إجابتها عن هذه التساؤلات تشير المصادر إلى ثلاث فرضيات لصيغ الحل.
ــ الأولى تقضي بأن يقوم الوزير صلوخ بالتوقيع على المراسيم بتاريخ سابق، أي قبل 11/11/2006 وهذا ما عدّه صلوخ في حديث سابق لـ«الأخبار» تزويراً، وهو لا يقوم به.
ــ الثانية، أن يقوم رئيس الجمهورية إميل لحود بتوقيع المراسيم، وهو الذي يرفض التوقيع على أي مراسيم بعد 11/11/2006 كما تؤكد مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الأخبار».
ــ الثالثة وهي ما ترجحها المصادر تقضي بأن يتصرف الرئيس لحود على أساس أن الحكومة مستقيلة وعندها ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال ويعود صلوخ إلى وزارة الخارجية والمغتربين لتصريف الأعمال، ومن بينها توقيع التشكيلات الدبلوماسية وحل مشكلة التصنيفات وكل ما هو عالق.
وتؤكد المصادر أن ما يسري على وزارة الخارجية والمغتربين يسري على باقي الوزارات، إلا أن مصادر أخرى رأت أنه إن كان هذا فعلاً ما سيقوم به رئيس الجمهورية استناداً الى مبادرة الرئيس سليم الحص فسيكون مخرجاً مهماً من المعارضة لفريق الأكثرية وخدمة كبيـرة له إضافة إلى أن وزراء الأكثرية لن يلتزموا بكلام لحود وسنكون عندها أمام حكومة تصريف أعمال بالنسبة إلى فريق، وحكومة قائمة بالنسبة إلى فريق آخر .
ورأت المصادر أن إشارة الوزير صلوخ الــــــــذي تمنى فيهــــا حـــــل الأزمـــــــة الحكومية برمتها تتقــــــاطع مع إشارات ســــابقة له أوحى فيها بأن ما يحدث خارج عن ارادتـــه، لكن مصادر دبلوماسية أخرى دافعــــت عن موقف صلوخ بأنه يحاول قدر المستطـــاع ان يحل مسألة التحاق السفراء وأنه متضامن ويشـــــعر بالتعاطــــــــف مع السفراء والدبلوماسييــــن الذين يعيــــــشون حالة لا استقــــــرار في حياتهم الاجتماعية والشخصية والمادية ولا يعرفون متى يبقون ومتى يرحــــــــــــلون وهل ســـــــــيتم التوقيع على مراسيم تشكـــــــــيلاتهم الدبلوماسية ووفق أي صيغة ستتم؟