انتقد «اللقاء الأرثوذكسي من أجل كنيسة حرّة» مواقف متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس إلياس عودة الذي «يؤسس في عظاته لنهج جديد وغريب في كنيستنا المشرقيّة ضارباً به الانفتاح الذي يتميّز به الفكر الأرثوذكسي» وإذ لفت اللقاء الى فرادة شهادة الكنيسة الأرثوذكسية وخطها الوطني، دعا الى الحفاظ على طهارتها وتحاشي صبغها بصبغة هي براء منها.جاء ذلك في رسالة وجّهها اللقاء الى المطران عودة واستهلها بالقول: «يدهشنا المتروبوليت الياس، إذ نراه بين الفينة والأخرى يؤسّس بعظاته من باب الكنيسة الملوكي لنهج جديد وغريب في كنيستنا المشرقيّة ضارباً به الانفتاح الذي يتميّز به الفكر الأرثوذكسي. فبخلاف الدّعوة إلى التمسّك بحرّية أبناء الله، إنّه يعمل بإصرار على فرض آرائه السياسيّة على الجماعة المؤمنة، تارة ضمن منطق «أعجبكم هذا أو لم يعجبكم» وطوراً بإلصاقه صفة «الغنمية» أو «عدم التواضع» على كلّ من اتّخذ المنحى المغاير لخطّه السياسي. كما أنّه قد سمح لبعض الحاقدين من أهل السياسات الرّخيصة باستغلال دار المطرانيّة للإدلاء بالتّصاريح التي تطعن أهل الفكر الحرّ وهم أبناء الإيمان المستقيم الرأي وتضعهم ضمن خطّ المواجهة والتأجيج الطّائفي الغريب عنهم».
ورأى اللقاء أن «في هذا مدعاة لليأس والمرارة وخطر تحطيم الأمل والرّجاء المسيحي»، وتساءل «هل هذا دور الإمام في كنيسة المسيح؟ هل باتت وسائل الإعلام تحلل لصاحب السّلطة الدّينيّة أن يستسيغ رمي آرائه جزافاً على الملأ الواسع، بعيداً كل البعد عن حاجات «القطيع الصغير» الذي أؤتمن على رعايته؟» موضحاً أن «الغنمية» إنما هي في تلك الشظايا المقتطعة من جسم «الجماعة»، المصطفّين أمام قادتهم «الروحيّين» يهللون لمواقفهم العنيفة كلاميّاً والفارغة مضموناً فيسيرون بهم إلى المجهول». وأكد اللقاء «أنّ كلّ فكر أو رأي خارج التعليم الرّوحي القويم هو بالضرورة عرضة للنقد، وهو بالتالي يستدعي ويفرز نقيضاً له أو على الأقل وسيلة لتصويبه. والخطر هنا في إلغاء هذا النقيض، إذ هو إلغاء أكيد للآخر ولكلّ آفاق الفكر الإنساني الرّحب والحرّ»، وقال: «المشهد مظلم، إذ بهذا النهج بتنا مشتركين بالدّعوة إلى «العولمة المتوحّشة» مسطّحين لمنطق الأمور وداحضين حق الاختلاف الطبيعي واختبار الحريّة البشريّة التي شاءها الله الذي وحده يجمع كلّ المتناقضات».
وأكد اللقاء «انّنا لم نبغ بما تقدمنا به الدفاع عن فريق أو رأي سياسي، إذ إن بيننا من هو مؤيد لهذا أو مبارك لذاك، لكن هالنا مشهد التمادي في هذا النهج المفتت للجماعة المؤمنة بعمق إيمان محرر» مشدداً على «ان همّنا الوحيد من وراء هذه الرسالة هو إظهار إرادة «جماعتنا المؤمنة، المستقيمة الرأي» في:
1 ــ تأكيد فرادة شهادة الكنيسة الأرثوذكسية وخطها الوطني في عالم متأزم كالذي نعيش فيه اليوم.
2 ــ السعي الدؤوب للحفاظ على كنيستنا الأرثوذكسية طاهرة مترفعة عن كل المهاترات والآراء الغريبة عن مسارها».
ولفت الى «أن الحاجة كبيرة جداً في هذه الأيام إلى ما يمكن أن تقدمه كنيستنا من شهادة حق ورسالة وفعل صادق باتجاه الإنسان والوطن، لذلك لا بد من أن تتضافر كل الجهود في هذا الاتجاه متحاشين الجنوح الى صبغ الكنيسة بصبغة هي براء منها». واعتذر اللقاء عن اختياره الرد من خلال بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، موضحاً أن ذلك هو «لتصويب الأمور وسدّ الفجوة التي أحدثتها إعلانات صاحب السيادة العلنية في سور الكنيسة المنيع».
(الأخبار)